- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحديث الشريف
أول شيء ينزع من أمتنا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم، وهو ينسى، وهو أول شيء ينزع من أمتي» رواه ابن ماجه والدارقطني.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث من الأحاديث التي تخبرنا بأن نعلم ما يجب أن نعمل، والفرائض التي فرضها الله تعالى علينا، وإن كان العلم بالفرائض هو نصف العلم الشرعي، فإن العلم بالنواهي هو النصف الآخر.
لا شك أن من الواجب على كل مسلم تعلم ما فرض الله تعالى عليه، وأن يبذل الوسع في أن لا يقصر في أي فرض من الفروض، فإن قصّر ولم يبذل الوسع الكافي يقع في المحظور سواء بعلم أو بجهل.
المسألة الأخرى التي تتعلق بهذا الأمر هي العلم بما نهى الله عن القيام به، فحتى يكون المسلم متقيًا لله في أعماله، عليه أن يعلم ما يجب أن يفعل، وما يجب ألا يفعل، حتى لا يقع في الإثم، فكلاهما مرتبطان بالأفعال التي يمكن للإنسان القيام بها. ولا يقتصر ذلك على ما يراه المرء مناسبًا أو يوافق أهواءه.
وفي الحديث ما يدل على أن المسلم قد يتراجع عن تطبيق الأحكام إلى درجة أن يصل إلى التقصير فيما أوجبه الله، فيتهاون فيها، حتى ينسى أن الأحكام الشرعية لا تقتصر على النواهي والواجبات، وإنما هناك أيضًا مندوب ومكروه، فتجرد المسلم من الأحكام لا بد أن يوقعه في معصية الله.
هنا أخبر الحديث أن أول شيء يُنتزع من الأمة الإسلامية هو نسيان العلم، هو ما نشاهده هذه الأيام، من المجاهرة بالمعاصي، والبعد كل البعد عن تطبيق أحكام الإسلام. ولم يتركنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من غير إرشاد أو توجيه لكيفية إصلاح الحال، وهي السعي لتغيير الواقع، والعودة إلى الإسلام والأحكام الشرعية، والحرص على تطبيق الإسلام كاملا. فهذا الأمر لا يصلح إلا بما صلح به من قبل، عندما كانت لنا دولة تسهر على تطبيق شرع الله، وتحاسب من يعصيه أو يأمر بالمعصية. فالله نسأل أن يحفظ لنا ديننا، وأن يعيد لنا حصننا الحصين، الحافظ للدين والدنيا من الفاسدين والمفسدين، في القريب العاجل.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح