- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
شرعنا نظام منقطع النظير
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، أن سالمًا أخبره أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أخبره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يظهر أفضل تنظيم للعلاقات البشرية، حيث ضبط الإسلام العلاقة بين المسلمين على أساس العقيدة المشتركة التي يحملونها، مما يفرض عليهم مستلزمات لهذه الرابطة وواجبات وحقوق لحفظها. وأولها هو عدم التعدي على الآخرين واستباحة محارمهم، فضمن الشرع حفظ محارمهم، ومنها عدم خذل المسلم في أي شيء صغيراً كان أم كبيراً، في موطن يحب فيه نصره، ومنها ما يتعلق بواقع أن المسلم بحاجة لعون أخيه المسلم ومساعدته، فإذا كان في حاجته كان الله في حاجته، ومنها تفريج ضائقة الأخ المسلم، حيث يقع المسلم أحيانًا فيما يضيق عليه أمور حياته، إما بفعل إنسان أو بغيره كنقص الأموال، وقد يكون المسلم لأخيه المسلم مفتاح الفرج من هذا الضيق، فيُكافأ الصابر والمحسن على سواء، وجزاء المحسن هو تخفيف كربة من كرب يوم القيامة.
وفي آخر الحديث أشار إلى أمر مهم، وهو عدم فضح الأخ المسلم والتشهير به وستره، ومن ستر مسلمًا في الدنيا ستره الله تعالى في الآخرة، ومن فضح مسلماً في الدنيا فضحه الله تعالى في الآخرة.
هذه الأمور التي أشار إليها الحديث العظيم، من عدم الظلم، وقضاء الحاجة، وتفريج الكرب، والستر وعدم الفضح، فيها تنظيم للمجتمع وحفاظ عليه وإبقاؤه متوازناً وفي تناغم منقطع النظير. عليه يجب علينا نحن المسلمين أن نحافظ على هذه الخطوط العريضة؛ لضبط المجتمع، لنلقى الله وهو راضٍ عنا.
فالله نسأل أن نسير على هذه الخُطا التي رسمها الله لنا في الدنيا، وأن نكون كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً، ونلقى الله ونحن ملتزمون بشرعه.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح