- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم".
حدثنا شيبان بن فروخ حدثنا جرير بن حازم حدثنا الحسن أن عائذ بن عمرو وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على عبيد الله بن زياد فقال: أي بني، إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن شر الرعاء الحطمة، فإياك أن تكون منهم، فقال له: اجلس فإنما أنت من نخالة أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فقال: وهل كانت لهم نخالة إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم".
قوله: (إنما أنت من نخالتهم) يعني: لست من فضلائهم وعلمائهم وأهل المراتب منهم، والنخالة هنا استعارة من نخالة الدقيق، وهي قشوره، والنخالة والحقالة والحثالة بمعنى واحد.
قوله: (وهل كانت لهم نخالة؟ إنما كانت النخالة بعدهم وفي غيرهم) هذا من جزل الكلام وفصيحه وصدقه الذي ينقاد له كل مسلم، فإن الصحابة - رضي الله عنهم كلهم - هم صفوة الناس وسادات الأمة، وأفضل ممن بعدهم، وكلهم عدول، قدوة لا نخالة فيهم، وإنما جاء التخليط ممن بعدهم، وفيمن بعدهم كانت النخالة.
قوله صلى الله عليه وسلم: إن شر الرعاء الحطمة قالوا: هو العنيف في رعيته لا يرفق بها في سوقها ومرعاها، بل يحطمها في ذلك وفي سقيها وغيره، ويزحم بعضها ببعض بحيث يؤذيها ويحطمها.
أيها الأحبة الكرام:
إن شر الرعاة الحطمة، كناية عن شر الحُكَّام الذين يحطمون شعوبَهم، فكأنَهم يقذفون برعيَّتهم في النار، ويوردونهم المهالك، فهُم كالنار على رعيَّتهم يحطمونهم، انظروا إلى الرِّعَاءِ الْحُطَمَةِ الذين سقَطوا مؤخَّرًا كزين العابدين ومبارك، وصالح والقذافي، وسيلحق بهم بشَّار عمَّا قريب إن شاء الله، انظروا إليهم وقد حطموا شعوبهم، وأوردوهم العذاب والشقاء.
أيها المسلمون:
لقد اتضح للجميع أن هؤلاء الحكام الحطمة، قد وصلوا مع شعوبهم المسلمة في الإذلال والهوان كل موصل، وأذاقوهم العذاب ألوانا، حتى ضاقت بهم الأمة ذرعا، وقررت أن تخلعهم وتسقطهم من عليائهم، مهما كلفها الأمر، فهي تموت كل يوم وتُحطم، وتستنزف الدماء والدموع وتُكسر، ولا يكترث بها أحد. لذلك وجب على الأمة أن تتحرك اليوم قبل غد، وها هي الشام تصنع منعطف التحول لهذه الأمة، ها هي الشام تقاتل باسم الأمة الإسلامية، فأين أنتم يا أبناء الأمة كي تنتفضوا على حكامكم، وتحركوا جيوشكم الرابضة في أماكن الذلة والهوان، الرابضة على بلاط الحكام، خذوا أماكنكم ودوركم في هذه الفترة من الزمان قبل أن يأتي زمن لا تجدون فيه وقتا حتى للبكاء، ولات حين مندم.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم