- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
السواك والصيام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَسْتَاكُ، وَهُوَ صَائِمٌ مَا لاَ أُحْصِي أَوْ أَعُدُّ. وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ وُضُوءٍ". وَيُرْوَى نَحْوُهُ عَنْ جَابِرٍ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلَمْ يَخُصَّ الصَّائِمَ مِنْ غَيْرِهِ. وَقَالَتْ عَائِشَةُ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: "مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ، مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ". وَقَالَ عَطَاءٌ وَقَتَادَةُ يَبْتَلِعُ رِيقَهُ. سنن ابن ماجه
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا عن سلوك كان يقوم به الرسول صلى الله عليه وسلم أثناء الصيام، وهو التسوك، وقد ذكر الحديث له وقتًا وبعض الفوائد، والرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسوك في الصوم والإفطار، وإذا استثنينا مفطرات الصيام نجد أن الأمور المطلوب منا القيام بها والمحرم علينا القيام بها تظل هي هي نفسها، فالمسلم لا يمتنع عن أي فرض بحجة الصوم، كما يفعل بعض المسلمين هذه الأيام جهلًا أو تحايلًا، فها هو الرسول صلى الله عليه وسلم لم يمتنع عن سواك كان يستاكه قبل الشهر وقت الصيام، مع أنه على الندب، فالحكم يظل كما هو في الصوم والإفطار، فيجب أن نظل نفعل الحلال ونجتنب الحرام في هذا الشهر، ولا نتذرع بالتعب والصيام وأمور أخرى لم يجعل لها الشرع عذراً.
هنا أضاف الحديث حكمة لاستخدام السواك، وهو أنه يرطب الفم ويزيل منه رائحته، وهذا ليس علة للتشريع كما يظن البعض، بل فائدة من القيام بهذا السلوك، ويجب أن يكون دافعنا من القيام به مرضاة الله حتى ننال الأجر.
بعض الناس يترددون في تطبيق بعض أحكام الشرع، وهم يظنون أنهم يحسنون صنعًا، وهذا التردد سببه الضعف أو عدم إدراك سبب وهدف الأحكام التي شرعها الله لنا، فليعلم كل مسلم أن كل ما شرعه الله لنا هو خير لجميع الناس متى طبقوه كما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنفيذه أمر لازم حتى يشعر المرء بالسعادة الحقيقية والعدالة الربانية.
الله نسأل أن يتمم علينا هذا الشهر ونحن على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم سائرون وله مقتدون في كل صغيرة وكبيرة؛ وأن يتقبل منا صيامنا وقيامنا ويجعله خالصًا له، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح