- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
فضائل الشام
الحمدُ للهِ معزِ من أطاعَهُ ومذلِ من عصاه، وأشهدُ أن لا إله إلا هو وحدَه لا شريكَ له، تعالى شأنُه وعزَّ جاهُهُ، لا إله إلا هوَ سبحانَهُ خالقُ السماواتِ والأرضينَ ومالكُ يومَ الدينِ، نكبرُهُ تكبيرًا ونسبِحُهُ تسبيحًا وأحمدُهُ حمدًا يليقُ بجلالتِهِ وعظمتِهِ. أما بعد:-
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ-صلى الله عليه وسلم- وشرَ الأمورِ محدثاتُها، وكلُ محدثةٍ بدعةٍ، وكلُ بدعةٍ ضلالةٍ، وكلُ ضلالةٍ في النارِ.
عن سلمة بن نفيل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (عقر دار المؤمنين بالشام) رواه الطبراني.
حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْجُرَشِيِّ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ أَخْبَرَهُمْ، أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ: إِنِّي أَسَمْتُ الْخَيْلَ، وَأَلْقَيْتُ السِّلَاحَ، وَوَضَعَتْ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا، قُلْتُ: لَا قِتَالَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ: "الْآنَ جَاءَ الْقِتَالُ، لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، وَيَرْزُقُهُمْ اللَّهُ مِنْهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ، وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ "
نعودُ لنقفَ مجدداً على ثمرةٍ جديدةٍ نقطُفُها وسلسلةٍ جديدةٍ من سلسلةِ أحاديثِه العطرةِ لنستقي ما فيها من عِبرٍ ودروسٍ وحِكمٍ وآياتٍ فهذه أمانة في أعناقِنا نُسأل عنها يومَ القيامةِ,
يتحدثُ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ في هذا الحديثِ الشريفِ عن فضائل الشامِ فهي قلعةُ الأمنِ والإيمانِ
فمن الأماكنِ التي فضلَها الشرعُ "الشامَ"، إنها أرضٌ مباركةٌ، قال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)
وقال تعالى: (وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَىٰ عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ)
سماها اللهُ الأرضَ المقدسةَ، فقال سبحانه: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّـهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ).
والإيمانُ إذا وقعت الفتنُ بالشامِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنِّي رَأَيْتُ عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي، فَإِذَا هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ مَذْهُوبٌ بِهِ إِلَى الشَّامِ، وَإِنِّي أَوَّلْتُ أَنَّ الْفِتَنَ إِذَا وَقَعَتْ أَنَّ الإِيمَانَ بِالشَّامِ. صححه الألباني.
والشام خيرُ البلادِ عندَ اللهِ، وخيرُ العبادِ فيها، عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ لِحُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ وَمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: وَهُمَا يَسْتَشِيرَانِهِ فِي الْمَنْزِلِ فَأَوْمَى إِلَى الشَّامِ ثُمَّ سَأَلاهُ، فَأَوْمَى إِلَى الشَّامِ، ثُمَّ سَأَلاهُ فَأَوْمَى إِلَى الشَّامِ، قَالَ: "عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ، فَإِنَّهَا صَفْوَةُ بِلادِ اللَّهِ يَسْكُنُهَا خِيرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ، وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ" صححه الألباني. وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ فَلا خَيْرَ فِيكُمْ، لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ". صححه الألباني.
وحديثُ النبيُ صلى اللهُ عليه وسلمَ عن عقرِ دارِ المؤمنين بالشامِ على أن الشامَ كانت وما تزالُ منبعَ الثوارِ والمجاهدين على مرِّ العصورِ وتأكيداً على ذلكَ هي ثورة الربيعِ العربيِ التي هبَّت نسائمُها على بلادِ الشامِ والتي انطلقَتْ لتُسقِطَ ذاك الطاغيةَ المجرمَ المتسلطَ على رقابِ الناسِ والذي أذاقَ العبادَ الواناً من العذابِ والويلاتِ والظلمِ والظلماتِ, وهي ما زالت في طريقِها لتحقيقِ هدفِها إقامةِ دولةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاجِ النبوة "وما ذلكَ على اللهِ بعزيزٍ" فنحن نجدُ أن أصحابَ هذه الثورةِ المباركةِ لا يخافونَ في اللهِ لومةَ لائمٍ يصدعونَ بأمرِ اللهِ "فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ"
إن شعارَ هذهِ الثورةِ المباركةِ
لبيكَ لبيكَ لبيكَ يا الله
يا الله ما لنا غيرك يا الله
الأمة تريد خلافة من جديد
سبحانك اللهم وبحمدِك نشهدُ أن لا إله الا أنتَ نستغفرُكَ ونتوبُ إليك.