مع الحديث الشريف

دوام الاتصال بالله تعالى

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا، اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلَاتُهُ». رواه البخاري برقم 1154.

أيّها الأحبة الكرام:  

   سبحانك اللهم وبحمدك، تعالى جدّك ولا إله غيرك، سبحانك أن خلقتنا وجعلت لنا منهاجا وطريقا قويما نسير عليه فلا نتخبّط، سبحانك أن جعلت لنا حبالا وخيوطا نصل بها إليك، فكلّما تمسّكنا بحبل التسبيح والتحميد ازداد الإيمان في قلوبنا، وكلّما تمسّكنا بخيوط الذكر ازدادت التقوى في نفوسنا، فهنيئا اللهم لمن أخذ بما أعطيت، وتعسا لمن أعرض ونأى بنفسه عن طاعتك.

أيها المسلمون:

   إن واقع ما يريده الله تعالى من عباده من دوام الاتصال به سبحانه غير موجود على هيئته التي أرادها الله تعالى، ذلك أن حكام الخسّة خانوا الأمة وقلبوا لها ظهر المجن، فجعلوها تعيش الحياة شقاء وتعاسة بعد أن طبّقوا عليها أنظمة وضعيّة غربيّة لا تمتّ إلى الأمة أو إلى دينها بصلة، فعاشت تفاصيل الحياة الرأسمالية، وتحوّلت خيوط الذكر عندها من التسبيح والتهليل لله إلى الدعاء والتكبير على الحكام، وفي ذلك خير لأنه في كلا الحالين من دوام الاتصال بالله تعالى.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم