- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
"باب ثبوت الجنة للشهيد"
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب ثبوت الجنة للشهيد"
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَاللَّفْظُ لِيَحْيَى قَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا وَقَالَ يَحْيَى أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي وَهُوَ بِحَضْرَةِ الْعَدُوِّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ"، فَقَامَ رَجُلٌ رَثُّ الْهَيْئَةِ فَقَالَ يَا أَبَا مُوسَى آنْتَ سَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ هَذَا؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ: فَرَجَعَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلَامَ، ثُمَّ كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ فَأَلْقَاهُ ثُمَّ مَشَى بِسَيْفِهِ إِلَى الْعَدُوّ،ِ فَضَرَبَ بِهِ حَتَّى قُتِلَ.
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (إِنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوفِ) قَالَ الْعُلَمَاءُ: مَعْنَاهُ: إِنَّ الْجِهَادَ وَحُضُورَ مَعْرَكَةِ الْقِتَالِ طَرِيقٌ إِلَى الْجَنَّةِ وَسَبَبٌ لِدُخُولِهَا.
قَوْلُهُ: (كَسَرَ جَفْنَ سَيْفِهِ) هُوَ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَإِسْكَانِ الْفَاءِ وَبِالنُّونِ، وَهُوَ: غِمْدُهُ
أيها الأحبة الكرام: إما حياة السيوف وما وراءها من عزة، وإما حياة الهوان وما وراءها من ذلة.
رب وامعتصماه انطلقت مِلْءَ أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لامست أسماعهم لكـنها لـم تلامس نخوة المعتصم
ألم يحرر صلاح الدين فلسطين من دنس الصليبيين المجرمين، بعد قتلهم سبعين ألفا من المسلمين والعلماء في باحات المسجد الأقصى؟
بلى، فقد حررها، وقام الخطيب محي الدين القُرَشِيُّ خطيب دمشق وألقى من على منبر المسجد الأقصى خطبة، قال في بدايتها: "فقطع دابر الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين".
ألم يحرر المعتصم المرأة العمورية بعد أن حرّق المدينة على رؤوس أهلها؟
نعم أيها المسلمون: حينما تجرح الأمة في كرامتها، وحينما تذبح على أيدي حكامها من الوريد إلى الوريد، وحينما تهدر أموالها أمام أعينها، وحينما يشتم نبيها ويدنس كتابها، وحينما تموت كل يوم مرات ومرات، ماذا بقي لها؟ بل إن الشاعر الجاهلي كان يقول:
لا تسقني ماء الحياة بذلة بل فاسقني بالعز كأس الحنظل
فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنَّ أَبْوَابَ الْجَنَّةِ تَحْتَ ظِلَالِ السُّيُوف" ندرك معنى الحديث. ندرك معنى العزة والكرامة والإباء والرفعة والسنا، تماما كما أدرك الرجل رث الهيئة هذه المعاني، فقام وكسر جفن سيفه فألقاه، ثم مشى إلى العدو بسيفه، فضرب به حتى قتل. فما أحوجنا في هذه الأوقات العظيمة إلى هذه المعاني، لتخرج الأمة مما هي فيه من ظلم وقهر وهوان، إلى عز الدنيا ونعيم الآخرة، وهذا لن يأت إلا بإعلان الجهاد في سبيل الله، تحت راية خليفة المسلمين، فالجهاد الجهاد أيها المسلمون، والعمل العمل أيها المسلمون، لإيجاد الحاكم الذي يقودنا إلى الجنة من خلال الجهاد، فهو أقصر الطرق إلى الجنة. ونسأل الله العظيم أن يكحل عيوننا برؤية خليفة المسلمين وقد أصدر أوامره باعتلاء الدبابات والطائرات ولتكن الوجهة إلى فلسطين ليحررها، وليكتب التاريخ تحريرها من جديد على يد الأمير، وبعدها إلى روميةَ ثم إلى البيت الأبيض ليدكه دكا، وليكتب أبو تمام من جديد:
فَتْحُ الفُتوحِ تَعَالَى أَنْ يُحيطَ بِهِ ....... نَظْمٌ مِن الشعْرِ أَوْ نَثْرٌ مِنَ الخُطَبِ
اللهمّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.