الأحد، 22 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/24م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - ألا أيتها الأمة الكريمة، هل من توبة؟!

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

مع الحديث الشريف

ألا أيتها الأمة الكريمة، هل من توبة؟!

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا". رواه مسلم.

 

   لا شكّ أن كل إنسان يحتاج إلى التوبة، فلا يوجد إنسان بلا خطيئة، الكل يخطئ، ومن يدّعي غير ذلك يكون مجحفا في حق نفسه، لذلك يحتاج دائما للتوبة، فشعور الإنسان باحتياجه إلى التوبة دليل على نفسيته السليمة، فيبدأ بالتخلص من أخطائه، معلنا الانتصار على النفس، فتتحول حياته ويتجدد إيمانه، ويبدأ حياة جديدة وكأنه ولد من جديد، فالتوبة في حقيقتها انتصار على النفس، يحققه الإنسان متى أراد في الليل أو في النهار، يتقبلها الله سبحانه من العبد في كل الأوقات. وما أجمل ما قيل فيها:

 

يا نفسُ توبي فإنّ الموت قد حانا     واعصي الهوى فالهوى ما زال فتانا

 

في كل يومٍ لنا ميت نشيعه                ننسى بمصرعه آثار موتانا

 

يا نفس مالي وللأموال أكنزها       خلفي وأخرج من دنياي عريانا

 

قد مضى الزمان وولى العمر في لعب    يكفيك ما كانا قد كان ما كانا

 

أيها المسلمون:

 

   إننا إذ نتحدث عن التوبة، فإننا نتعجب من حال بعض المسلمين هذه الأيام، يرون الموت أمامهم فاغرا فاه، يرونه بأعينهم كل وقت وكل حين، وهم ينعمون في حياتهم وكأنهم مخلدون، يرون إخوانهم يقتلون على أيدي أعدائهم وهم ينظرون، يرون أحكام الله معطلة ولا يحركون ساكنا، والكفر في بلادهم يصول ويجول، بلاد محتلة وأموال منهوبة، كرامة ضائعة وحقوق منتهكة، وخليفة غائب، والكل ساكت أو متآمر، عقود خلت والأمة تذبح وتسلخ وترمى أمام الوحوش، فتمزق ما تبقى من جسدها، عقود خلت والأمة هي القصعة التي تكالب عليها الأعداء، عقود خلت والأمة واقعة في إثم القعود والرضا بهذا الواقع الأليم، ألا أيتها الأمة الكريمة، هل من توبة؟ هل من توبة عمّا مضى؟ وهل من عمل صادق جاد يكفّر تلك العقود الخوالي؟ هل من عمل لإعادة تطبيق أحكام الدين في الأرض من جديد من خلال إقامة الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة؟!

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالإثنين, 31 أيار/مايو 2021

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع