- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ماذا بقي للمسلمين بفقدان فضل الله عليهم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي مُوسَى قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا". رواه أحمد.
أيها المستمعون الكرام:
نقف في هذا الحديث أمام خير كثير، فقد منَّ الله على عباده المؤمنين أن كتب لهم أجر أعمالهم كاملا إذا قطعهم عنها مرض أو سفر؛ لأن الله يعلم أنهم لولا ذلك المانع لفعلوها، فيعطيهم تعالى بنياتهم مثل أجور العاملين بالإضافة إلى أجر المرض أو السفر، وهذا من كرم الله على عباده، فمن تقرب إليه ذراعا تقرب إليه باعا، وهذا الحديث الشريف يرسم لنا صورة مصغرة لحالة المنّ والكرم التي تفضل الله بها علينا.
أيها المسلمون:
أما الصورة الأكبر فهي فضله سبحانه وتعالى أن منّ علينا بالقرآن الكريم وبحفظه من التحريف، كيف لا وهو منهاج الحياة الصحيح الوحيد على هذه البسيطة؟ وإزاء هذه الفكرة نتساءل، لماذا رفض المسلمون هذا الفضل والكرم، بأن جعلوا القرآن الكريم وراء ظهورهم؟ كيف استبدلت أنظمة الحياة الرأسمالية بأنظمة الحياة الإسلامية؟ لماذا قبلت الأمة هذا الضياع؟ لا شك أننا خسرنا بهذا الفعل الخير الكثير، فقدنا نعمة الأمن والعيش، فقدنا هيبتنا بين الأنام، فما كان لأعداء الله أن يتجرؤوا على أمة الجهاد والشهادة لولا قبول المسلمين بحكام خونة عملاء حرموا الأمة قاطبة من فضل الله عليها، ألا وهو نعمة تطبيق كتاب الله في شتّى مناحي الحياة. فتعالوا –أيها المسلمون- للعمل مع العاملين لإعادة الدولة التي ترعى المسلمين، الخلافة الثانية الراشدة على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام لتنعم بفضل الله من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم