- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من للمساجد يحررها إلا الخلافة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي ذر رضي الله عنه قال: «سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى. قُلْتُ: كَمْ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ عَامًا، ثُمَّ الْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ». رواه البخاري ومسلم.
أيها الأحبة الكرام:
إن الله سبحانه وتعالى فضل بعض الأماكن على بعض، وبعض الأزمنة على بعض، ففضل شهر رمضان على غيره من الشهور، وفضل ليلة القدر على غيرها من الليالي، وفضل سبحانه بعض المساجد على غيرها، فالصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، والصلاة في المسجد النبوي بألف صلاة، والصلاة في المسجد الأقصى بخمسمائة صلاة، وهذا شأن رباني أراده الله، وبينه في كتابه وفي سنة نبيّه صلى الله عليه وسلم.
أيها المسلمون:
إن الأمة تعيش اليوم في كرب وكبت، تعيش وهي تعلم أن حكامها خونة، باعوها لأعدائها بدراهم معدودة، وهي تعلم أن مساجدها محتلة، بعضها محتل من يهود وبعضها محتل من آل سعود، وهي تكبت في قلبها مرارة الظلم والقهر، فكم من أبناء الأمة يرغب بأداء فريضة الحج ولا يستطيع؟ وكم من أبناء الأمة حُرم الركوع لله في محراب الأقصى؟ كم من أبناء الأمة يتمنى الصلاة والسجود على عتباته؟ نعم، إن المساجد التي اختارها الله سبحانه وفضلها على غيرها أصبحت محتلة، لا يستطيع كل مسلم الوصول إليها، فقط يستطيع أن يمسح دمعته المنهمرة بغزارة إذا شاهد المسجد الأقصى يدنس بأقدام أنجس خلق الله كل صباح، أو أن يمسح دموعه المنهمرة بغزارة إذا شاهد خطيب المسجد الحرام وهو يخطب بالأمة عن العطلة الصيفيّة والأهل في الشام يموتون قصفا ويموتون قهرا، من للمساجد الثلاث أيها المسلمون؟ ومن للمسلمين يحررهم من حكامهم إلا الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوّة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم