- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب القليل من الهبة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثنا محمد بن بشار حدثنا ابن أبي عدي عن شعبة عن سليمان عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو دعيت إلى ذراع أو كراع لأجبت ولو أهدي إلي ذراع أو كراع لقبلت"
الشروح
قوله: (باب القليل من الهبة - قبول القليل من الهبة) ذكر فيه حديث أبي هريرة "لو دعيت إلى ذراع أو كراع" وسيأتي شرحه في "باب الوليمة" من كتاب النكاح إن شاء الله تعالى، ومناسبته للترجمة بطريق الأولى، لأنه إذا كان يجيب من دعاه على ذلك القدر اليسير فلأن يقبله ممن أحضره إليه أولى.
والكراع من الدابة ما دون الكعب، وقيل هو اسم مكان ولا يثبت، ويرده حديث أنس عند الترمذي بلفظ "لو أهدي إلي كراع لقبلت" وللطبراني من حديث أم حكيم الخزاعية "قلت: يا رسول الله، تكره رد الظلف؟ قال: ما أقبحه، لو أهدي إلي كراع لقبلت" الحديث. وخص الذراع والكراع بالذكر ليجمع بين الحقير والخطير، لأن الذراع كانت أحب إليه من غيرها والكراع لا قيمة له، وفي المثل "أعط العبد كراعا يطلب منك ذراعا".
وقوله هنا: "عن سليمان" هو ابن مهران الأعمش، وأبو حازم هو سليمان مولى عزة، وهو أكبر من أبي حازم سلمة المذكور في الباب قبله، قال ابن بطال: أشار عليه الصلاة والسلام بالكراع والفرسن إلى الحض على قبول الهدية ولو قلت لئلا يمتنع الباعث من الهدية لاحتقار الشيء، فحض على ذلك لما فيه من التألف.
مستمعينا الكرام إننا نحيا حياة تكثر فيها الاجتماعيات والزيارات والمحبة في الله والأخوة وقد حرص الإسلام على توطيد هذه العلاقات وتمكينها بحبل الوُّد أكثر وأكثر لنحيا في مجتمع يحب بعضنا فيه بعضا ونَألف بعض ولذلك كان مما أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم التهادي بل وأوصى بقبول الهدية مهما كانت قيمتها، وألا نقطع الطريق على المُهادي ولا نقبل هديته لقلة قيمتها ففي هذا كسر لخاطر المُهدي وتفريق بين القلوب المتحابة، وما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خير دليل على عدم رفض الهدية مهما قل شأنها
الإخوة الكرام: لا تجلعوا نظرتكم مادية فحسب ولا تجلعوا النظرة لِلْكَم فقط فهذه والله نظرة ما زرعها بيننا وأوجدها إلا الرأسمالية العفنة التي جعلت مكانة الشخص بما عنده وبما يقدم من مال .. فنحن مسلمين وتربطنا علاقة أقوى وأمتن من المال والنظرة السطحية هذه، تربطنا قوة العقيدة والأخوة في الله.
أحبتنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر نترككم في رعاية الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.