- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الاستغفار والتوبة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودِ بْنِ عَدِيٍّ بِنَسَا، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ زَنْجُوَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَالَ: «يَا عِبَادِي، إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَّالَمُوا، يَا عِبَادِي، إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي» (صحيح ابن حبان 621)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بمدى رحمة ربنا بالعباد، وأن الله تعالى قد حرم على نفسه الظلم وجعله محرماً فيما بيننا، وهذا يعني أن أشد الأمور التي يكرهها الله تعالى هو الظلم، ومنه سلب الآخرين حقوقهم وكسبها لأنفسنا. فالله تعالى قد أخبرنا بأن هذا الأمر هو من الخطوط الحمراء التي لا ينبغي أن نتجاوزها لما فيها من الإثم العظيم، وفي نفس الوقت لم يغلق الله تعالى الباب لمن اقترب من هذه الأعمال من ظلم لعباد الله بأن يستغفروا ربهم، وأن يتيقنوا أن الله تعالى سوف يقبل ممن يتوب عن هذه المعصية ويندم على ما اقترف من العدوان على الآخرين. فمن شدة رحمة الله تعالى بالعباد عندما وصف لنا الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أن الإنسان يخطئ في النهار والليل ومع هذا إن قام بالاستغفار من الله تعالى فالله تعالى لا يبالي بما اقترفنا ويغفر لنا ما اقترفناه، فلا ينبغي لنا أن نقنط من رحمة الله تعالى بالعباد، وأن نتيقن بأن الله تعالى غفور رحيم، وأن الله تعالى يشجعنا على التوبة وعدم العصيان، فباب التوبة دائما مفتوح ولا يغلق أمام من يسعى إلى نوال رضوان الله تعالى.
فاللهَ نسألُ أن نكون من الذين لا يعصون الله تعالى وإن عصينا أن يتقبل منا توبتنا وأن يغفر لنا ما قد اقترفنا، فاللهم أمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)