- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الحج بين التعجيل والتأجيل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ -يَعْنِي الْفَرِيضَةَ- فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لا يَدْرِي مَا يَعْرِضُ لَهُ». رواه أحمد برقم 253.
أيّها الأحبة الكرام:
قال علماؤنا: يستحب التَّعجيل بالحج؛ لما في التأخير من تعريضه لموانع تحول بينه وبين أداء الفريضة حتى بعد القدرة عليها والاستطاعة، والمرض من هذه الموانع، فمَنْ قُدِّرَ له المرض أصبح مرضه مانعا له عن الحج وأداء مناسكه، وقد يذهب فعلاً وهو قادر عليه فيضيع ماله، فلا يتمكن من أدائه، وهناك موانع كثيرة.
أيها المسلمون:
غريب أمر خطبائنا وهم يقفون على المنابر هذه الأيام، يتكلمون عن الحج وعن وجوب أداء الفريضة وكأنهم لا يعيشون مع المسلمين وآلامهم، وكأنهم يعيشون على كوكب آخر، بل إن كلامهم مضحك مبكٍ وهم يدعون المسلمين لزيارة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج ويتلو الآية: (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا)، وكأن المسلمين يسمح لهم بالزيارة، وكأن الكثير من أبناء الأمة لم يسجل لأداء الفريضة منذ سنين، وكأن الكثير من أبناء الأمة لم يمت وقلبه معلق بهذا الفرض، فأصبحوا بهذا الكلام كمن يرش على الميت سكر كما يقولون. فحسبنا الله ونعم الوكيل.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم