- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، مَوْلَى ثَقِيفٍ حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، عَنِ الْعَلَاءِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَزْنِي الزَّانِي، حِينَ يَزْنِي، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَسْرِقُ السَّارِقُ، حِينَ يَسْرِقُ، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ، حِينَ يَشْرَبُهَا، وَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً، وَهُوَ حِينَ يَنْتَهِبُهَا مُؤْمِنٌ». (صحيح ابن حبان 5264)
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بأعمال تقع يجب على فاعلها مراجعة نفسه وإيمانه، فعليه الصلاة والسلام يخبرنا بأن الزاني حين يزني يقوم بمعصية تستلزم غياب استحضاره لإيمانه المانع له من اقتراف المحرمات، لإدراكه أن الله سبحانه وتعالى هو من حرم هذا العمل وأوجب العقاب على فاعله، وهو بالأصل يجب أن يكون تصديقًا جازما عند المؤمن وإيمانا راسخا. لذلك عندما يرتكب المسلم الإثم تغلبه نفسه الأمارة بالسوء ويغيب عقله السليم المدرك لله تعالى وأحكامه. هذا يستوجب أن يسترجع المسلم أحكام عقيدته، وأن يقدم العقل على نزواته ورغباته.
على هذا الأمر يقاس السرقة التي يقدم فيها غريزة البقاء على الحكم الشرعي، في عمل حرمه الله. والخمرة والنهب مثل الذي سبق، يقدم فاعلها نزعاته وحبه للمال وشرب الخمر على الامتناع عنها.
على هذا يجب علينا على الدوام استحضار العقيدة وأحكامها والحفاظ على نقائها وإزالة الأتربة عنها، وعدم الركون إلى ما نحن عليه، فالإيمان يستحق منا المحافظة عليه وتحصينه من الأهواء.
الله نسأل أن يقوي إيماننا وينقيه، ويبعد عنا وساوس الشيطان ونزعات الغرائز غير المضبوطة بالأحكام الشرعية، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح