- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
التكبر
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ، أَنَّ دَرَّاجًا، حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً يَرْفَعْهُ اللَّهُ دَرَجَةً، حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، وَمَنْ يَتَكَبَّرْ عَلَى اللَّهِ دَرَجَةً يَضَعْهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَجْعَلَهُ فِي أَسْفَلِ السَّافِلِينَ، وَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ يَعْمَلُ فِي صَخْرَةٍ صَمَّاءَ لَيْسَ عَلَيْهِ بَابٌ وَلَا كُوَّةٌ، لَخَرَجَ مَا غَيَّبَهُ لِلنَّاسِ كَائِنًا مَا كَانَ» (صحيح ابن حبان 5770)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يخبر بأمر في غاية الأهمية في حياتنا التي نعيشها، وهو التواضع، فالرسول عليه الصلاة والسلام يرشد من في نفسه كبر وتعالٍ على الخلق أو الخالق، فيقول عليه الصلاة والسلام إن من تواضع لله درجة رفعه الله بها في الدنيا والآخرة، في الدنيا يرفع الله شأنه، فينال الاحترام والتقدير من الآخرين، وفي الآخرة يرفع الله درجته في الجنة، بسبب سلوكه المتواضع.
على النقيض من ذلك الذي يتكبر على الله وخلقه، فإن الله سيجزيه مقابل ذلك بأن ينزل درجته في الآخرة، حتى يصبح في الدرجة السفلى، فبئس من استحقها.
وقد أنهى الحديث بأن ما تخفونه عن الناس من الإثم، سيخرج لهم، ومثل ذلك بمن يعمل في صخرة لا فتحة لها، فحتى لو كان كذلك، فسيخرج ما غيبّه، مهما كان.
الله نسأل أن يجعل التواضع من سماتنا، وأن يبعد عنا الكبر، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)