- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أين من يبيع نفسه لله؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: « ... كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا». رواه مسلم برقم 224.
أيّها الأحبة الكرام:
إن مكانة الإنسان في الآخرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بمكانته في الدنيا، فكل إنسان يسعى في هذه الدنيا وفي سعيه هذا يبيع نفسه إما لله سبحانه بطاعته له والتزامه بأحكامه فيعتقها من العذاب، وإما للشيطان والهوى باتباعهما فيهلكها.
أيها المسلمون:
وفي خضمّ هذه الحياة التي نعيش، يغيب عن الكثير من أبناء هذه الأمة هذا المعنى الخطير المتعلق بمصيرنا، إذ الحياة تأخذ بزخرفها الكثير نحو الغفلة عن هذه العلاقة، علاقة ما قبل الحياة بما بعدها، فيدور الإنسان في رحاها سبعين أو ثمانين أو تسعين سنة في غفلة عن الآخرة، ليقف أمام الحقيقة بعد هذا العمر، فيجد نفسه عاجزا عن أن يقوم بأي فعل فيه خير لنفسه، نعم لقد كان بعض السلف يبكي ويقول: "ليس لي نفسان، إنما لي نفس واحدة، إذا ذهبت لم أجد أخرى". فأين من ترك لنفسه العنان يدور حيث يدور هواه بعيدا عن أحكام الإسلام والعمل لإيجادها مطبقة في واقع الحياة؟ أين من لم يتلبس بعد بالعمل لإيجاد دولة الإسلام راعية شؤون الأمة كلها؟ أين من يبيع نفسه لله فيعمل من العاملين المخلصين الجادين لإعادة الخلافة الثانية الراشدة؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم