مع الحديث الشريف

أيام التشريق والعمل للخلافة

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   جاء في فضل الأيام العشر من ذي الحجة عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: «مَا الْعَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنْهَا فِي هَذِهِ. قَالُوا وَلَا الْجِهَادُ، قَالَ وَلَا الْجِهَادُ؛ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ بِشَيْءٍ». رواه البخاري برقم 926.

أيّها الأحبة الكرام:  

  هي أيام خصّها الله سبحانه وتعالى دون غيرها بهذا الفضل العظيم، وجعلها مميّزة على غيرها في الأجر والثواب، فهنيئا لمن يقوم فيها بعمل الخيرات، وهنيئا لمن أشغل نفسه فيها بالذكر والصلاة والصيام وأعمال الخير، وهنيئا لمن تلبّس فيها بالعمل لإقامة دولة القرآن، دولة الخلافة الثانية على منهاج النبوّة.

 أيها المسلمون:

   إن هذه الأيام العشر شاهدة علينا أو شاهدة لنا، فالبرغم من عظيم الأجر الذي نجنيه فيها من الذكر والصلاة والصيام إلا أنها تشكونا لله رب العالمين، بعد أن غاب الإسلام عن واقع الحياة ولم يعد مطبقا، وبعد أن صاغت دول الكفر دساتير دولنا الكرتونية، وبعد أن تحكّم أراذل القوم فينا وبمقدراتنا، نعم؛ لو نطقت هذه الأيام العظيمة لقالت: كفى قتلا وإزهاقا للأرواح، كفى صمتا وخوفا، كفى ضعفا وخنوعا وإذلالا، أما آن لكِ أيتها الأمة الكريمة أن ترأفي بنفسك فترفعي رأسك؟ أما آن الأوان لخلع الحكام وتنصيب الإمام؟ أين العاملون لإقامة الخلافة؟ فإن العمل مع العاملين لإعادة الإسلام مطبقا في هذه الأيام لا يعادله صيام ولا زكاة ولا قيام.

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم