السبت، 30 ربيع الثاني 1446هـ| 2024/11/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف أيها الحكام اصنعوا ما شئتم

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 


مع الحديث الشريف
أيها الحكام اصنعوا ما شئتم

 


نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


عن مَسْعُودٍ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى، إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ». رواه البخاري برقم 5769.


أيّها المستمعون الكرام:


قال علماؤنا: إن الأمر في قوله صلى الله عليه وسلم: «إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت»، خرج إلى معنى الذم والنهي عنه، أي الأمر هنا بمعنى التهديد والوعيد، والمعنى: إذا لم يكن حياءٌ، فاعمل ما شئت، فالله يجازيك عليه، كقوله تعالى: (فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُم مِّن دُونِهِ)، فالمقصود من الأمر هنا اعبدوا أنتم أيها القوم ما شئتم من الأوثان والأصنام، وغير ذلك مما تعبدون من سائر خلقه؛ فستعلمون وبال عاقبة عبادتكم ذلك إذا لقيتم ربكم.


أيها المسلمون:


لقد خلع بعضٌ من نساء الأمة اليوم برقع الحياء عن وجوههن وأجسادهن وعن شعورهن وعن كل خلق طيّب من أخلاق الدين الحنيف، حتى غدا التقليد الأعمى لغير المسلمين صنما يعبد من دون الله في هذا العصر، فتشبه النساء بالرجال، وتعرين واختلطن بهم، وتراقصن في الحفلات والمهرجانات بشكل مشين. وبما أنه لا يوجد إصلاح بدون مصلحين، فكذلك لا يوجد إفساد بدون مفسدين، فما وصلت إليه الأمة اليوم من انحطاط خلقي إنما هو بسبب الحكام الذين أدخلوا على الأمة ما ليس منها، عن طريق البرامج والمناهج، وعن طريق القنوات الفضائية والجمعيات النسويّة، وعن طريق المؤسسات والمراكز، نعم؛ حكام ذبحوا الأمة باسم الإسلام. حتى انطبق علينا قول الشاعر:


قَـدْ بُلِينَا بِأَمِــيــــرٍ.....ظَلَمَ النّاسَ وَسَبّـحْ
فَهْوَ كَالْـجَزّارِ فِينا..... يَذْكُرُ الله وَيَـذْبَحْ


وهنا نقول لكل حاكم ولكل وزير ولكل مدير أو معلم أو أب أو راعٍ لا يخشى الله: اصنعوا ما شئتم، وافعلوا ما أردتم، لا تتركوا فسادا أو مجونا في أرض الغرب، ائتوا به جميعا، فوالله ووالله ثم والله، لَتَرَوُنّ عاقبةَ ما تصنعون.


اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.


أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع