- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لقد فسدت أذواق الناس فمن لهدايتهم؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن سَهْلُ بْنُ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ». رواه البخاري برقم 3913.
أيّها الأحبة الكرام:
إن الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى هي غاية أرادها الله من خلال الأنبياء والمرسلين وعباده المؤمنين الصالحين، ويكفي الداعي شرفا ومكانة ورفعة أن كلّفه الله بهذا العمل العظيم، فهو من أجلّ الأعمال وأعظمها، قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ).
أيها المسلمون:
لقد أوجب الإسلام على هذه الأمة هداية الناس وحبب ورغّب بثواب من يفعل ذلك، ويكفي أن جعل هداية رجل واحد على يدي من يقوم بها خير له من حمر النعم، وحمر النعم في لغة العرب تعني أجود الإبل وأحسنها، وقيل هي الإبل الحامل، ومعنى الحديث أن هداية واحدٍ من الكفار على يد الداعي هو خير عظيم وفضل كبير. وقال البعض أن المعنى خير من الدنيا وما فيها. فمن ذا الذي يشمّر عن ساعد الجدّ هذه الأيام ويعمل على إعادة الأمة إلى دينها؟ من ذا الذي يعمل على هداية الناس بعد أن فسدت أذواقهم وأصبحوا يعاكسون الفطرة في سلوكياتهم، وذلك بعد أن ساد ظلام الحكام وأصبح الظلم طاغيا والفساد مستشريا؟ من ذا الذي يترفع عن غرائزه هذه الأيام فيترك ما هو زائل ويتمسك بما هو باق؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم