- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
كيف استغلّ الحكام مشاعر الأمة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ». رواه مسلم برقم 2626
أيّها الأحبة الكرام:
يعتبر هذا الحديث كلمة جامعة؛ بل قاعدة عظيمة لبناء الخير ولنشر المعروف على أوسع نطاق، قاعدة تجعل المسلم في حالة تلبس بالخير والمعروف في جميع أوقاته، مهما كان هذا الخير صغيرا ولو كان مثقال ذرة، ولو كان ابتسامة أو نصيحة يقدمها المسلم لأخيه، أو عيادته إذا مرض وتشميته إذا عطس، أو إنظاره إذا اقترض منه، أو حتى بالدعاء له في ظهر الغيب.
أيها المسلمون:
أن العلاقة بين المسلم وأخيه المسلم علاقة عبادة، فنحن نتعبد الله بالتزامنا بهذه الأحكام، هذا ما علمناه من أمور ديننا، لذلك نرى هذه الأحكام وهذا التعاون ماثلا في علاقات المسلمين كل يوم وكل وساعة، ولكن ما لم يعلمه كثير من أبناء الأمة اليوم أن حكامهم وظّفوا هذه الأحكام وهذه العبادة لمصلحتهم ولتثبيث حكمهم، وذلك بعد أن فتح الحكام الأبواب مشرعة لمن يريد التبرع بالأموال، ولمن يريد تقديم الخير لأهلنا في سوريا بعد أن قُتل وتشرد الملايين منهم، فبدل أن يقوم الحكام بواجبهم بتحريك الجيوش لنصرتهم فتحوا باب التبرعات لمن يريد أن يقدم الخير، فاستغلوا هذه الطيبة والأحكام أبشع استغلال، ووظفوها لخدمتهم في الحفاظ على عروشهم المهترئة، نعم؛ لقد فرّغت الأمة غضبها بالتبرعات فشعرت أنها قامت بواجبها، حتى غدت المشاهد المؤلمة المبكية للموت هناك تقابلها مشاهد جمع التبرعات في باقي البلدان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم