- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
مَطْلُ الغَنِيّ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا وَبْرُ بْنُ أَبِي دُلَيْلَةَ الطَّائِفِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَيْمُونِ بْنِ مُسَيْكَةَ - وَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا - عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيُّ الْوَاجِدُ يُحِلُّ عِرْضُهُ وَعُقُوبَتُهُ». (صحيح ابن حبان 5180)
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يصف فعلًا يستحق شرعًا عقوبة زاجرة مانعة، وهي مطل الغني في سداد الدين وهو يقدر عليه، ففي هذا حرجٌ للمدين وأذىً، فالشرع لا يضيق على معسر كما لا يضيق على غني.
لكن السؤال لماذا يماطل الغني القادر على السداد؟ ليس سوى لأنه يقدم حب المال على أداء الحقوق، والأجر والثواب، فاستحق الإثم والعقوبة، فالدَّينُ لا يسقط عن أحدٍ حتى بالموت.
علينا أن ندرك أننا عندما أخذنا دينًا قد فرجنا عن أنفسنا كربة من كرب الدنيا، وسداده يفرج عن أخينا كربة من كرب الدنيا أو يسد حاجة له، وهو حق له، فما بال من يرغب باليسر له ولا يحبه لغيره؟!
إن من مواصفات المؤمن الصادق أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويتمنى الخير لغيره، وأن يكون قدوة للآخرين، لا أن يقطع الخير أو يمنع معروفًا يحتاجه غيره... وهذه صفات يحبها الله تعالى، وحثّنا عليها لنتميز بها ونتقرب منه وننال رضاه عز وجل ونبتعد عن غضبه، ونفوز بالجنة.
الله نسأل أن يجعلنا من الميسرين لا من المعسرين، القائمين بحدود الله، النافعين المنتفعين بهذا الدين الحنيف، فاللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)