- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
عاقبة السكوت على الحكام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوْا الظَّالِمَ فَلَمْ يَأْخُذُوا عَلَى يَدَيْهِ، أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمْ اللَّهُ بِعِقَابٍ مِنْهُ». رواه الترمذي برقم 2168.
أيّها المستمعون الكرام:
نادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر: يا سليمان، اذكر يوم الأذان، فنزل سليمان من على المنبر ودعا بالرجل وقال له: ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَن لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ)، هذا هو خليفة المسلمين، وهذا رجل من عامة الشعب يعظه، فاستجاب الخليفة له؛ بل وبكى على ظلمه ورد الحق لصاحبه.
أيها المسلمون:
هذا هو واقعنا لما تركنا حكامنا دون مساءلة ولا حساب، ونتساءل اليوم: كيف وصل بنا الحال من الظلم والهوان والضياع إلى هذا الحدّ؟ لماذا نعاني هذه المعاناة ونحن خير الأمم؟ ونسينا أن نسأل أنفسنا من قبل: من هم حكامنا؟ ومن الذي نصبهم علينا حكاما؟ من أين استمدوا شرعيتهم في الحكم؟ بل من ذا الذي أتى بهم ومن أين ولماذا؟ هذه أسئلة ينبغي الإجابة عليها، لتعلم الأمة أنه لا طاعة لهم علينا أبدا، وأن من أوجب الواجبات الإنكار عليهم لا القبول بهم أو السير في فلكهم، كما يفعل بعض الناس وبعض الحركات التي تدعي العمل للتغيير، وإلا فوعيد الله ينتظر من يقبل بهم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم