- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الأمانة لها رجال
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَخْبَرَنَا أَبُو يَعْلَى، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ، حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ :قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَتَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ، وَلَا تَتَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ» (صحيح ابن حبان 5655).
أيها المستمعون الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث يخبر بمن وجد فيهم نوع من الضعف، وما يجب أن يبتعدوا عنه. هذا الصحابي الجليل أبو ذر، يوصيه الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بألا يتولى أموال الأيتام، فهو غير قادر على تسيير أمورهم والحرص على إعطاء هذه المسؤولية حقها، فإن كان صحابي يوصيه الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أليس من الأجدر بغيره ممن لا يجد في نفسه القدرة والكفاءة المطلوبة للقيام بأي عمل أن يترك الأمر لمن هو أهل له وله القدرة التي تجعله الرجل المناسب في المكان المناسب؟!
الأمر الآخر - وهو في غاية الأهمية - فيما يتعلق بالمسؤولية، هو التأمُّرُ على الآخرين، فهذا أيضاً وصى الرسول عليه الصلاة والسلام أبا ذر بالابتعاد عنه لما علمه فيه من ضعف. علينا أن نحرص على أن نتولى من الأمر والمسؤولية ما يتناسب مع قدراتنا فيما كان فضلًا.
الله نسأل أن يهيئ لنا القيام بما نستطيع، ويبعدنا عما لا نستطيع ويقربنا الخطأ، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)