- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
عمل قليل وكرم كبير
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أم حبيبة قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ صَلَّى اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، بُنِيَ لَهُ بِهِنَّ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ». رواه مسلم برقم 728.
أيّها الأحبة الكرام:
إن روعة هذا الدين وما جاء به من أحكام لا تضاهيها أي روعة، فكلما تبحّر به الإنسان وجد فيه الكثير من المكارم التي لا تنقطع، فكرم الله سبحانه يدفعنا دفعا نحو العمل بكل طاقتنا، أعمال قليلة وجزاء كبير، قصر كبير في جنة عرضها السموات والأرض مقابل اثنتي عشرة ركعة نافلة، فمن ذا الذي يستطيع أن يبني بيتا عاديا في الدنيا بأقل من ساعة؟!
أيها المسلمون:
أن يبني المسلم له بيتا في الجنّة أمر متيسّر بعمل قليل ووقت قليل كنافلة الصلاة، فكيف لو كان العمل كبيرا ويحتاج وقتا كبيرا وجهدا؟ وكيف لو كان العمل فرضا عظيما من خالق الكون؟ كيف لو كان العمل إعادة الحكم بما أنزل الله بعد أن غاب عن الأرض سنوات طويلة؟ لله درّكم يا دعاة الخلافة! لله درّكم يا من بنيتم بيوتا وقصورا في الجنّة وأنتم تدعون الناس للالتحاق بأعظم عمل على وجه الأرض! لله درّكم يا دعاة الخلافة يا من تكابدون وأنتم تزرعون في الناس فكرة العمل لإعزاز هذا الدين، حتى إذا ما أينعت هذه الفكرة وأثمرت، وقرب وقت قطافها، كان الجزاء وكان الثواب من عند من لا طائل لعطائه، ولا حدود لكرمه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم