- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
العلم ثلاثة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَمْروِ بْنِ السَّرْحِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ رَافِعٍ التَّنُوخِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الْعِلْمُ ثَلَاثَةٌ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ فَضْل: آيَةٌ مُحْكَمَةٌ، أَوْ سُنَّةٌ قَائِمَةٌ، أَوْ فَرِيضَةٌ عَادِلَةٌ» (سنن أبي داوود) 2545.
أيها الأحبة الكرام:
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يبيّن أصول علوم الدين ومسائل الشرع، بأنها ترجع إلى ثلاثة أمور، ما سواها فضل زائد. الأول هو الآيات المحكمات التي لا تحتمل التأويل ولا سوء الفهم، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار. الثاني هي الأحكام من السنة النبوية الشريفة، وهي الصحيحة التي وردت عنه من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، ويحتمل تأويل اللغة والفهم الذي ترشد إليه، وفي السنة الأحكام الخاصة والعامة التي يرشد إليها الرسول الكريم، فكانت سنته قائمة. الثالث هو الأحكام الاجتهادية، التي يُتحرى في استنباطها الدقة والعدل، ويُبذل فيها الوسع، من النصوص التي بين يدينا.
ولا يجوز الخروج عن هذه العلوم الثلاثة لتعلم ديننا وفهم أحكامه، فأحكام القرآن والسنة النبوية تامة، وما يرشدان إليه يُستطاع الاستنباط إليه بالاجتهاد وفق أسس شرعية، ويجب الحذر كل الحذر من ترك المجال للعقل البشري المحدود للتشريع وإنزال أحكام ما أنزل الله بها من سلطان، فديننا فيه كل ما نحتاج من أحكام تنفعنا وتنجينا من النار، أعاذنا الله منها.
نسأل الله أن يعلمنا ما نحتاجه، ويبعد عنا وساوس الشيطان، وأمر السوء، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله