- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
تحذير لعلماء السلاطين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ يَأْتُونَكُمْ مِنْ الْأَحَادِيثِ بِمَا لَمْ تَسْمَعُوا أَنْتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُمْ لَا يُضِلُّونَكُمْ وَلَا يَفْتِنُونَكُمْ». صحيح مسلم برقم 7.
أيها المستمعون الكرام:
هذا تحذير وتنبيه من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حيث يخبرنا عن جماعة يأتون آخر الزمان يقولون للناس: نحن علماء ومشايخ ندعوكم إلى الدين وهم يكذبون في ذلك، يتحدثون بالأحاديث الكاذبة ويبتدعون أحكاما باطلة واعتقادات فاسدة، كل ذلك ليلبسوا على الناس دينهم، يتوسلون بالمكر ليصلوا إلى مرادهم. نعم، لقد أصيبت الأمة في قلبها، وطعنت في ظهرها عندما تولى جماعة من علمائها أمر دينها، فجلسوا في القصور يوزعون الناس: هذا إلى الجنّة وهذا إلى النار، يدعون الناس إلى الجنة بأقوالهم، ويدعونهم إلى النار بأفعالهم، يفتون على ذهب المعز وسيفه.
أيها المسلمون:
إنها من البلايا والأمور العظام أن تفقد الأمة علماءها الذين يأخذون بيدها إلى الطريق القويم، فهم صمام الأمة، وهم قوة المجتمع، وهم رمز التحضر والتقدم والاستقرار، بهم يعرف الحق من الباطل، والوعي من الجهل، بهم يعرف الله، وبفقدانهم تعيش الأمة الجهل والفسق وتضيع الأخلاق، لقد كان في سلف الأمة خلفاء يتوارون عن أعين العلماء لمكانتهم ولثقة الأمة بهم، فكانوا كما أرادهم الله، ولكن في هذه الأيام أصبحنا نراهم في قصور الحكام، نسمع من كلامهم العجب العجاب، فمنهم من يفتي بحرمة الخروج على الحاكم، بحجة أنه ولي أمر، بدل أن يبين للناس واقعهم، وبدل أن يكون أول الخارجين عليهم، ومنهم من ينادي بالدولة المدنية مدعيا أن دولة الإسلام دولة مدنية، ومنهم من يؤمن بالديمقراطية مشبها لها بالشورى، ملبسا على الناس واقعها، وغير ذلك الكثير، ورغم ذلك نقول: هيهات هيهات أيها العلماء أن تبعدوا الأمة عن دينها، فقد عرفت طريقها، وحزمت أمرها على المسير نحو التغيير، نحو الخلافة الموعودة، والقائمة قريبا بإذن الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم