- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المبادرة في الطاعة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في باب الحث على المبادرة بالأعمال قبل تظاهر الفتن:
حدثني يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر جميعا عن إسماعيل بن جعفر قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل قال: أخبرني العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بادروا بالأعمال، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا.
أيها المستمعون الكرام:
إن الفتن التي يعيشها المسلمون هذه الأيام لا تخفى على أحد، وقد طالت عوام الناس وخاصتهم، فعاشوا بين القيل والقال، وبين سمعت لفلان وقرأت لفلان، والجميع يسأل عن الصواب وعن المخرج وعن الطريق، وفي خضم هذه المعمعة يأتي حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، بادروا بالأعمال، فتنا كقطع الليل المظلم.
أيها المسلمون:
المبادرة هي المسابقة والمنافسة، ولكن لا في أمور الدنيا؛ بل في أمور الآخرة. هذا هو الطريق، هذا هو المخرج، سارعوا ونافسوا غيركم في العمل للخروج من هذه الفتن، بالوعي على الواقع، بمعرفة الحق والصواب، بدعوة الناس إلى الخير والصلاح، بالعمل لإعزاز هذا الدين، بالعمل مع العاملين لإعادة تحكيم كتاب الله وسنة نبيه بين الناس، فالذين يبادرون ويسارعون إلى الأعمال الصالحات موجودون في هذا الزمان تماما كما وجدوا في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكن الذين ناموا عن العمل ولم يبادروا ولم ينافسوا ولم يفقهوا حقيقة الواقع الذي يعيشون، سيتخبطون في هذه الفتن، سيخرجون من ظلام إلى ظلام، يصبحون محرمين ما حرم الله ويمسون مستحلين إياه، وهم كذلك لا يعرفون للحق طعما ولا طريقا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم