- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
بماذا نرد على حوض الرسول صلى الله عليه وسلم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب في الحوض وقول الله تعالى "إنا أعطيناك الكوثر":
وحدثني عمرو بن علي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل عن عبد الله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أنا فرطكم على الحوض، وليرفعُنّ معي رجال منكم ثم ليُختلجُنّ دوني فأقول: يا رب أصحابي، فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك".
أيها المستمعون الكرام:
"أنا فرطكم على الحوض" المقصود بالفرط بفتح الفاء والراء: أي الذي يتقدم الواردين ليصلح لهم الحياض والدلاء ونحوها، يقال فرطت القوم إذا تقدمتهم لترداد لهم الماء وتهيء لهم. "يختلجون": أي يجذبون ويسحبون.
أيها المسلمون:
إنه لموقف عصيب رهيب يقف الرسول صلى الله عليه وسلم فيه على الحوض، فيسقي أناسا من كفه الشريف وتمنع الملائكة عنه أناسا آخرين، ترى ما أسباب ورود الحوض وما أسباب المنع؟
إن من أسباب ورود الحوض الصبر على جور الحكام وظلمهم، بل والعمل على قلعهم، وتغيير الواقع الذي امتلأ بالمنكرات بسببهم، فقد بين ذلك عليه الصلاة والسلام في موضع آخر حيث قال للأنصار: "فإنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني على الحوض"، فالصبر هنا لا يعني القبول أو الرضى بالواقع؛ بل الصبر أثناء العمل على ما يلقاه المسلم من صدّ وتعذيب وقتل، فهنيئا لنا بنبينا الكريم عليه الصلاة والسلام أن كان فرطنا على الحوض، وهنيئا لمن يعمل ويصبر ليكون معه على الحوض. وعدم الصبر على الحكام أو السير معهم والقبول بهم وعدم العمل لتغييرهم من أسباب عدم ورود الحوض. بهذا يمكن لكل مسلم أن يختار ورود الحوض أو المنع عنه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم