- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الداء والدواء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني –بتصرف- في باب لينظر إلى من هو أسفل منه ولا ينظر إلى من هو فوقه:
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ قَالَ حَدَّثَنِي مَالِكٌ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "إِذَا نَظَرَ أَحَدُكُمْ إِلَى مَنْ فُضِّلَ عَلَيْهِ فِي الْمَالِ وَالْخَلْقِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ أَسْفَلَ مِنْهُ".
أيها الأحبة الكرام:
علاج لمن خرج من سلطان عقله إلى سلطان نفسه يقدمه لنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فمن طبيعة الإنسان النظر في الأشياء وفي الناس والمقارنة، وقد طُبع الإنسان على حب ما عند الغير والرغبة به كالمال والجاه والمكانة والأولاد وغير ذلك، ولكن إلى أين ستنتهي هذه الرغبة؟ فقد تزداد لتصبح مرضا يصعب السيطرة عليه. فكان هذا العلاج من صاحب الهدي من المعلم الأول صلى الله عليه وسلم الذي علمنا بناء الشخصية الإسلامية المتميزة.
أيها المسلمون:
عندما يستولي علينا هذا الفكر، لا بد من إعادة القطار إلى السكة، بحيث ننظر إلى من هو دوننا فيما يتعلق بأمور الدنيا، فهناك من يعيش في هم وكرب وتعب ما إن نظرنا إليه علمنا أننا في نعمة عظيمة، وأننا في خير كثير، فيتولد لدينا شعور بالراحة والطمأنينة والرضى، فما من إنسان يعيش في حالة سيئة إلا ووجد من هو أسوأ منه، فكان لا بد من الرضى النفسي بحسب ما يقسم الله للناس. ولا ضير هنا من أن ننظر إلى من هم فوقنا إذا كان الأمر يتعلق بأمور الآخرة. هذه المعادلة المتوازنة هي المنجى من هذا المرض.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريمش