- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
مجاهدة النفس وبقاء العمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب سكرات الموت
حدثنا الحميدي حدثنا سفيان حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله".
أيها الأحبة الكرام:
هذا الحديث ذكره الإمام النووي رحمه الله في باب المجاهدة، وذلك لما فيه من الأمور التي تتعالج في النفس، فالإنسان يحتاج إلى مجاهدة نفسه وكبحها عن كثير من الأمور والأشياء، والنفس تحتاج إلى المدافعة؛ لأن من طبيعتها الميل إلى الراحة والدعة، وهكذا يعيش الإنسان بين راحة ومدافعة، بين رفض وقبول، اعتراض وخضوع، وبقدر الإذعان والقبول والتسليم للغرائز وعدمه تكون نتائج الأعمال.
أيها المسلمون:
وأي نتيجة أعظم من أن يبقى العمل خالصا لله بعد أن يذهب الأهل والمال عند الموت ويبقى العمل؟ وأي تحذير أوضح من هذا التحذير؟ هذا ما أراده رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: أن نعي حقيقة ما يجري للإنسان في هذه الحياة، فلا المال ينجي ولا الأب يشفع، ولا الأم تدفع ولا الأخ يرفع. ويبقى السؤال: ما هو العمل الذي يحب كل منا أن يبقى معه بعد أن يتركه أهله وماله؟ لا شك أن الإسلام وما فيه من أحكام أعمال صالحة، ولكن خير هذه الأعمال هو العمل المفضي إلى تطبيق أحكام الله سبحانه وتعالى، خاصة في هذه الأيام بعد أن كاد الكائدون وفتك بهذه الأمة المجرمون.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم