- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
نجحت العملية ومات المريض
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها:
حدثنا علي بن عياش الألهاني الحمصي حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد الساعدي قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى رجل يقاتل المشركين وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم فقال: "من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا"، فتبعه رجل فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد ليعمل فيما يرى الناس عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل فيما يرى الناس عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها".
أيها الأحبة الكرام:
هكذا تكون نتائج الأعمال، وهكذا تُجزى كل نفس بما كسبت، فهذا الرجل الذي في الحديث عمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو ويظهر للناس، ولكنه عند الله لم يكن كذلك، إذ أن الله سبحانه وتعالى أرحم بالعبد حتى من نفسه، فالبعض يقوم بالأعمال رياء ونفاقا، وهي أمام الناس إيمانا وإخلاصا، ولو كان عملا صالحا متقبلا عند الله لوفق صاحبه إلى الجنة، فالله سبحانه أكرم من أن يترك العبد الصالح ليصل إلى هذه النهاية البشعة.
أيها المسلمون:
نخاطب فيكم إخلاصكم وإيمانكم وندعو لكم بالثبات على الحق، نخاطبكم ونقول لكم: ماذا قدمتم من أعمال صالحة يرضاها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟ ماذا فعلتم في حياتكم الدنيا؟ أما علمتم أن مستعمَرون؟ أما وصلكم نبأ إخوانكم وأخواتكم المستغيثين في سوريا والعراق ومصر وتونس واليمن وأفغانستان وميانمار وفي كل مكان؟ بل نخاطبكم أيتها الجماعات الإسلامية؛ يا من أيديكم في حقل تعملون للتغيير، ها قد عملتم باسم الإسلام من أجل تغيير هذا الواقع المرير، كم تشبه حالكم حال هذا الرجل الذي اتكأ على سيفه -وهو في ساحة الجهاد- فخرج من بين كتفيه، ليموت فيصبح من أهل النار،! ماذا بعد وصولكم إلى الحكم، ولم يطبق الإسلام؟ ماذا ستقولون لله؟ وصل الحكم ولم يصل الإسلام، نجحت العملية ومات المريض، نعم ما الفائدة؟ ما الفائدة من وجودكم في ساحة العمل ومن ثمَّ في سدة الحكم لتعلنوا بعدها أنكم لا تريدون الحكم بالإسلام؟!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم