- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
شهداء الله في أرضه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني- بتصرف- في باب ثناء الناس على الميت:
حدثنا آدم حدثنا شعبة حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: مروا بجنازة فأثنوا عليها خيرا فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت. ثم مروا بأخرى فأثنوا عليها شرا، فقال وجبت. فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما وجبت؟ قال: هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة، وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في الأرض.
أيها الأحبة الكرام:
المراد بالوجوب الثبوت إذ هو في صحة الوقوع كالشيء الواجب، والأصل أنه لا يجب على الله شيء، بل الثواب فضله، والعقاب عدله، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون. والمراد بالشهادة: أي شهادة أهل الفضل والصدق، لأنهم يثنون على من يكون مثلهم، وقد جاءت الإضافة في قوله عليه الصلاة والسلام "شهداء الله" تكريما لهم وتشريفا.
أيها المسلمون:
هذا فضل الله عليكم، أن جعلكم شهداء الله على خلقه في أرضه، أن كرم هذه الأمة بالثناء والذم، ولعل في هذا إشارة لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ)، ولكن، ... ماذا نقول؟ ماذا نقول لمن وقف في وجه هذه الأمة؟ وألبس عليها دينها؟ ماذا نقول في الإعلام المأجور وقد أخذ يرفع أناسا ويسقط آخرين؟ لا لشيء من تقوى أو دين؛ إنما لمصالح دنيوية ومنافع مادية. نقول أن الذين يحق لهم أن يشهدوا على الناس هم من سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم شهداء الله، الذين من صفاتهم الصدق والتقوى. لا الإعلام المأجور، ولا مشايخ السلطان الذين حصروا شهاداتهم على الناس فيما يراه الحاكم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم