- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
سرعة التقيّد بالأحكام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني - بتصرف - في باب من أحب تعجيل الصدقة من يومها:
حدثنا أبو عاصم عن عمر بن سعيد عن ابن أبي مليكة، أن عقبة بن الحارث رضي الله عنه حدثه قال: صلى بنا النبي صلى الله عليه وسلم العصر فأسرع ثم دخل البيت فلم يلبث أن خرج، فقلت: أو قيل له فقال: "كنت خلفت في البيت تبرا من الصدقة، فكرهت أن أبيته فقسمته".
أيها المستمعون الكرام:
إن هذه الحال التي كان عليها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لشبيهة بحال الكثير من المسلمين هذه الأيام، ففي هذه الواقعة التي تنمّ عن تحمل المسؤولية وعن المخافة من سؤال الله له عن بقية صدقة، فيسرع عليه الصلاة والسلام بعد الصلاة إلى بيته يريد إنفاذ الخير ويريد تنفيذ الواجب.
أيها المسلمون:
إن هذا الفعل فيه حثٌّ بليغ على التقيد بأحكام الله، فقد شاهد الصحابة رسولهم وفي أعينهم تساؤلات، ما الذي دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن يخرج مسرعا عقب الصلاة؟ لا شك أنهم أعظموا سبب خروجه، فعاد إليهم وأخبرهم؛ بل وأخبرنا نحن أيضا عن أمر عظيم، يستحق الوقوف عنده. بأبي وأمي أنت يا رسول الله يا رسول العدل، كيف نقرأ هذا الفعل ونحن نرى ما نرى من ظلم وقهر حكام الخسة والعار هذه الأيام؟ كيف نفهم هذا الفعل وهذا العدل ونحن أينما وجهنا عيوننا في الأرض رأينا ظلما وظلاما، رأينا قهرا وعذابا؟ رأينا حكاما لا يحكمون إلا بدساتير كفر، رأينا نارا في وجه كل مسلم يقول ربي الله، فليس في نيتهم رعاية الشؤون ولا تطبيق الأحكام، فأين أنتم يا علماء الأمة من فعل رسولكم وقدوتكم صلى الله عليه وسلم؟! أين أنتم يا من تدعون أنهم ولاة الأمر والأرض كلها لا تطبق فيها أحكام الإسلام؟! ألا سحقا سحقا لكل من ظلم وقتل ولكل من قهر وعذب.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم