- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ثلاث يحبهن الله لنا وثلاث يكرههن
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَرْضَى لَكُمْ ثَلاثًا، وَيَكْرَهُ لَكُمْ ثَلاثًا، يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا لِمَنْ وَلاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَمْرَكُمْ. وَيَكْرَهُ لَكُمْ، قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ" (رواه مسلم).
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يرشدنا إلى عدة صفات وتصرفات منها ما يحبه الله منا ومنها ما يكرهه، لأن المؤمن يسعى لحب الله تعالى ونيل رضاه حتى ينال الرحمة والمغفرة منه عز وجل، ويبتعد عما يكرهه الله تعالى حتى لا يغضب منه عز وجل فلا يقع في الإثم والعقاب.
هنا يخبرنا الحديث عن ثلاثة أمور يحبها الله تعالى لعلّنا نسلكها، وهي: أن نعبد الله سبحانه وتعالى ولا نشرك في عبادته أحدًا لأنه عز وجل هو وحده الذي يستحق العبادة، وهو سبحانه وتعالى لا يقبل أن يشاركه أحد في ملكه وألوهيته المطلقة. وأن نتوحد ولا نفترق، بأن نكون على قلب رجل واحد متحدين على الحق مجتمعين عليه لا يفرقنا هوى ولا ميل. وأن نسدي النصيحة لخليفة المسلمين الذي تولى أمرنا، ولعل هذا دليل على وجوب إقامة الخلافة وتنصيب الخليفة، حيث أن الشارع لا يأمر بطاعة من لا وجود له.
أما الشق الآخر من الحديث يخبرنا عن ثلاثة أمور يكرهها الله تعالى لعلنا نتجنبها، وهي: الإكثار من الكلام الذي لا فائدة منه، وكثرة السؤال وهو الذي لا تكون الغاية منه معرفة الحقيقة والحق بل التهرب من التكليف وتمييع الحقائق، وتبذير الأموال التي سنُسأل عنها يوم القيامة كيف ومن أين كسبناها وفيم أنفقناها، فيجب أن نسخرها لنكسب الأجر وليس الإثم.
الله نسأل أن يعيننا على القيام بما يحبه عز وجل ويرضى، وأن يجنبنا ما يكرهه عز وجل ويسخطه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله