- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الصيام وأبواب السماء والجنة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ، قَالَ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ، عَنْ عُقَيْلٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي أَنَسٍ، مَوْلَى التَّيْمِيِّينَ أَنَّ أَبَاهُ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ، سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ" سنن ابن ماجه
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف فيه ما يبث في النفس الأمل والشعور برحمة الله سبحانه وتعالى على عباده، فالرسول الكريم عليه الصلاة والسلام يخبرنا بما يحمله لنا هذا الشهر الكريم من خير وكرم، ففي هذا الشهر يفتح الله تعالى أبواب السماء لنا ليُقبل دعاؤنا وترفع أعمالنا. ونحن نعلم أن هذا الشهر مختلف عن باقي الأشهر ومميز، حيث الحسنة فيه بعشرة أمثالها في الشهور الأخرى وباقي أيام السنة كلها، هذا يحثنا نحن الصائمين على الإكثار من الأعمال الصالحات في رمضان، حيث أجرها أعظم الآن ومضاعف، فلا نتذرع بالضعف وعدم القدرة ونقص الماء والطعام عنا بأن ننقص من العمل الصالح، فهذه الفرصة لا تتكرر إلا مرة واحدة في العام.
أضافَ الحديث أمراً في غاية الأهمية، وهو أن الله في هذا الشهر يغلق أبواب جهنم، فلن يدخلها من صام الشهر وقامه، والتزم بأوامر الله ونواهيه في كل عمله.
يختم هذا الحديث بأن الله سبحانه وتعالى قد كبل الشياطين في هذا الشهر الكريم، فلا تبقى لكل من تكاسل وتعذر بأن شيطانه قد غلبه وأن نفسه ضعيفة ذريعة، فمن كان صادقاً مع الله في نفسه وعمله فلا يعصي الله إلا خطأ، فلا شيطان يغويه ويضله، أما من اعتاد على معصية فعليه أن يعود إلى الله ويتوب إليه في هذا الشهر، شهر قبول التوبات والمغفرة، وأما من يعصي الله بتقصد وإصرار، فإن هذا الشهر سوف يفضح كل من كان منافقاً يظن أن الناس لن يعلموا به، فالله يعلم وسيفضح عمله وما قدم.
علينا أن نتيقن أن الله خبير بالعباد، وأنه رحيم بالعباد، وأنه يقبل توبة من أدرك خطأه وتاب، وسوف يعينه على أمره حتى بعد هذا الشهر الفضيل ليدوم على الصراط المستقيم.
الله نسأل أن يغفر لنا خطايانا، وأن يضاعف لنا من حسناتنا، وأن يتقبل منا أعمالنا ويجعلها خالصة له، ولا يبقي منا منافقاً إلا فضحه، ولا ضالاً إلا هداه، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)