- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
القرآن والصيام
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ شِهَابٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ ـ رضي الله عنهما ـ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ يَلْقَاهُ كُلَّ لَيْلَةٍ فِي رَمَضَانَ حَتَّى يَنْسَلِخَ، يَعْرِضُ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ، فَإِذَا لَقِيَهُ جِبْرِيلُ ـ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ـ كَانَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ. سنن ابن ماجه
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
في هذا الحديث أمران مهمان متعلقان بهذا الشهر الكريم؛ أولهما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قدوتنا في كل شيء كان يقرأ القرآن كل يوم مع جبريل عليه السلام في كل ليلة من رمضان، وهذا يجب أن يحثنا على قراءة القرآن كل يوم خاصة في رمضان لما فيه من أجر وثواب، وليس القراءة فقط، بل والتدبر في معاني القرآن الكريم ومعرفة الشريعة، فنكسب من قراءته الأجر والمعرفة، فنحاسب أنفسنا ونراجع أعمالنا من حيث حكمها ومن حيث الأجر والثواب المترتب عليها أو الإثم والعقاب، فعدم المعرفة والمراجعة تكاسلًا عن قراءة القرآن وتدبر معانيه تقصير، يجعلنا غير مراقبين لأنفسنا أو ظانين بأنا نعمل صالحًا يرضاه الله وهو لا يرضاه.
ثانيهما وهو أمر آخر يحثنا عليه الحديث، وهو الصدقة، فهي تكفر السيئات في أي يوم، فكيف إن كانت في هذا الشهر الذي يضاعف فيه الأجر والثواب؟ علينا أن نستغله في الصدقة ونزيد منها لما فيها من خير سيكتب لنا في صحفنا.
عليه يجب أن نحرص على أمرين؛ قراءة القرآن وتدبر معانيه، والإكثار من الصدقات بكل أنواعها وأشكالها، حتى نكون عبادًا لله سائرين على سنن نبينا الكريم.
الله نسأل أن يعيننا في هذا الشهر الفضيل على صيامه وقراءة قرآنه وتدبر معانيه، وأن يعيننا على الإكثار من الصدقات باختلافها، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)