- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر" رواه البخاري ومسلم.
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
لقد أخبرنا هذا الحديث الشريف عن فضل عدد من العبادات عند الله سبحانه وتعالى، فيخبرنا هذا الحديث بداية بأن الصلاة وخص بها الجمعة إلى الجمعة هي مكفرة للذنوب ومغفرة لمن بدأها بخير وختمها بخير واستغفر الله سبحانه وتعالى وتاب عن محارمه، فالله الرحيم الكريم ترك لنا باب التوبة مفتوحاً حتى يبادر العبد ويسارع في طلب مغفرته ورضوانه سبحانه وتعالى.
ثم أرشدنا هذا الحديث النبوي الشريف إلى عظم فضل هذا الشهر الكريم عند الله وحجم منزلته وكرامته عنده سبحانه وتعالى، فأخبرنا بأن شهر رمضان إلى شهر رمضان العام القادم يمسح الله بهن الخطايا وينعم الله على عباده بمغفرته ورحمته، فمن شدة رحمة الله بعباده وحرصه عليهم أنه دائما ما يهيئ للناس الطرق التي إن سلكوها عادوا كما بدأوا نقيين من غير آثام مغفورة لهم خطاياهم.
ولفت هذا الحديث الشريف النظر إلى أمر في غاية الأهمية ألا وهو الكبائر التي هي من المعاصي الكبيرة التي يستحق فاعلها العقاب، ومنها الكفر والعياذ بالله، إذ يدلنا الحديث الشريف أن الكافر الذي يقوم بالعبادات ويظن أن الله سيغفر له وسيتجاوز عنه سيئاته فإن الله سبحانه وتعالى لن يتقبل منه، فمن يحكم بأحكام الكفر والطاغوت ويؤمن بأنه هو النظام الأمثل للحكم ثم يأتي بعدها ليصوم أو ليصلي ظنا منه أن الله سيتقبل منه، فقد خاب ظنه، فالعبادات لا تقبل من كافر مطبقٍ لكفره مؤمنا به معاونا للكافر على كفره وظلمه.
ويخطئ من يظن أن الأمر لا علاقة له بالعبادة فيقول بأن العبادة أمر الله سبحانه وتعالى أما الحكم فهو أمر دنيوي، وكأنه يفصل بين عبادة الخالق والتزام أحكامه في أمور الحياة، فهذا عين الظلام والظلم، فمنذ متى يُسمع أول الكلام ويترك آخره، ـأم هل من أمرنا بالصلاة والصيام هو غيره الذي أمرنا بالحكم بما أنزل، أم أن القرآن الذي يحوي حكم الصيام لا يحوي حكم تسيير شؤون عباد الله وحكمهم بما أنزل، فأمثال هؤلاء هم الجاهلون الظالمون الفاسقون الذي لا ينوبهم من صيامهم سوى امتناعهم عن ملذات الدنيا التي من أجلها فعلوا المحرمات والكبائر التي لا يغفرها الله ولا يكفرها صيامهم.
فالله نسأل أن يهدينا ويصلح حالنا وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)