- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
"بَاب مَا جَاءَ فِي الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي الْحُكْمِ"
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في "بَاب مَا جَاءَ فِي الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي فِي الحُكْمِ"
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الرَّاشِيَ وَالْمُرْتَشِيَ في الحكم.
قوله: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي في الحكم) زاد في حديث ثوبان، والرائش يعني: الذي يمشي بينهما. رواه أحمد قال ابن الأثير في النهاية: الرشوة والرشوة الوصلة إلى الحاجة بالمصانعة، وأصله من الرشا الذي يتوصل به إلى الماء فالراشي من يعطي الذي يعينه على الباطل، والمرتشي الآخذ والرائش الذي يسعى بينهما يستزيد لهذا، أو يستنقص لهذا. فأما ما يعطى توصلا إلى أخذ حق، أو دفع ظلم فغير داخل فيه.
أيها الأحبّة الكرام:
إن اللعنة هي الطرد من رحمة الله، فكيف يطيب للمسلم أن يطرد من هذه الرحمة؟ لقد انتشرت الرشوة بين أبناء المسلمين وأصبحت ظاهرة، كيف لا وقد أصبحت تسير معهم في حياتهم، فلا تكاد تجد مؤسسة حكومية تخلو من الرشوة، بل وصلت إلى أمور دينهم. وما ذلك إلا برعاية حكامهم لها، فكم من مسلم علم -أيها الإخوة في الله – أن الرشوة من كبائر الذنوب التي حرمها الله على عباده، ولعن رسوله صلى الله عليه وسلم من فعلها، فالواجب اجتنابها والحذر منها، وتحذير الناس من تعاطيها، ولكن هل يكفي هذا التحذير؟ بالطبع لا يكفي، إذ أن الأمر خرج عن السيطرة، لأنه بيد الحاكم، فلا بد من إزالة المرض لا العرَض، أي الحاكم الذي أمر بها.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.