- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
لا حياةَ ولا رفعةَ ولا سؤددَ بدون تفقّه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين:
حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: قال حميد بن عبد الرحمن: سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
أيها الأحبّة الكرام:
إن التفقه في الدين من الأمور العظيمة التي طالما دعا إليها الإسلام، ذلك لما في التفقه من خير عظيم، كيف لا يكون كذلك وقد أُنزل هذا الدين كنظام للحياة؛ يعالج الجانب الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقضائي والتعليمي بل وجميع جوانب حياة الإنسان؟ كيف لا يكون كذلك وقد جعله الله صالحا لكل زمان ومكان بالأحكام المنبثقة عنه والأفكار المبنية عليه؟
أيها المسلمون:
كلما التزمت الأمة بدينها وكلما وعت أحكامه وقوانينه ازدادت رقيا وتقوى، وازدادت رفعة وسؤددا، هذا ما حصل عبر تاريخها الطويل، تلكم القرون التي طُبق فيها الإسلام كاملا، فعاشت وعاش غيرها من رعاياها معها بسعادة وطمأنينة، وعندما تخلّت عن هذا الدين وتركت الغرب الكافر يحدد لها أحكامها ويعرف لها أفكارها، ويصوغ لها دستورها ويرسم لها أعلامها، ويعين لها حكامها أصبح حالها كميّت الأحياء، تعيش لتأكل وتشرب، تحيا حياة خالية من الروح والروحانية، فتجرعت وما تزال الشقاء والهوان كؤوسا، مصداقا لقوله تعالى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا). فالعمل العمل- أيها المسلمون- لإعادة عزِّ هذه الأمة، خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوّة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم