- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ماذا بعد التمحيص والغربلة؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ زَمَانٌ يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً، تَبْقَى حُثَالَةٌ مِنَ النَّاسِ، قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَأَمَانَاتُهُمْ وَاخْتَلَفُوا، فَكَانُوا هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ...». رواه أبو داود برقم 3840.
أيّها الأحبّة الكرام:
جاء في شرح أبي داود للشيخ عبد المحسن بن حمد العَبّاد: «يُغَرْبَلُ النَّاسُ فِيهِ غَرْبَلَةً»: أي يفتنون فيتميّز الصالحون من غيرهم، وتبقى حثالة كالنخالة التي تكون في المنخل عندما يغربل فيه الحب والدقيق، فيسقط الشيء الخالص وتبقى الحثالة التي لا تدخل في ثقوب المنخل، فهؤلاء الذين يبقون هم الحثالة التي لا تدخل في المنخل والذين فيهم الخير.
أيها المسلمون:
هذا تشبيه من لا ينطق عن الهوى، يلخص لنا حال الأمة اليوم، وكأني به صلى الله عليه وسلم يتكلم عن الشام وما يجري فيها، وعن العراق وعن مصر واليمن والسودان وما يعرج منها من آهات واستغاثات لرب العالمين، بل وعن كل بلاد المسلمين؛ حيث تغربل الأمة غربلة، وتمحّص في دينها تمحيصا، ليذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس، ليذهب مدعو الإيمان ومن يأكل بهذا الدين أكلة، ليذهب كل منافق سليط اللسان، نعم هذا هو الواقع اليوم؛ تغربل الأمة وتمحّص ليخرج منها كل ضِغْن، ولتبقى الفئة النقية الطاهرة، فيتنزل النصر عندها على كل طهر وعفاف. فصبرا آل محمد- صلوات ربي وسلامه عليك-، فإن موعدكم النصر والخلافة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم