- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من يحارب الإسلام يريد لدول الضرار البقاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا ضرر ولا ضرار" حديث حسن، رواه ابن ماجه والدارقطني وغيرهما مسندا.
أيها الأحبّة الكرام:
إن هذه القاعدة العظيمة "لا ضرر ولا ضرار" واحدة من قواعد الإسلام العظيم وأحكامه، هي مبدأ أخلاقي كامل، يُسعد من يتمثّله ويلتزم به، هي طريق يصل كل من يسير عليه إلى بر الأمان، هذه القاعدة التي تستحق أن تكتب بماء الذهب، هذه القاعدة الغائبة الحاضرة، الغائبة لأن كثيرا من المسلمين تنازل عنها عندما غزت الرأسمالية العفنة مجتمعاتنا، فأصبح البعض لا يكترث بما يسببه لأخيه من ضرر وأذى، فتارة يشتمه، وتارة يحتقره، بل ويضربه وأحيانا يقتله، انظروا مواقع التواصل الإلكتروني مثلا؛ كمٌ هائل من الشتائم والمسبّات، كمٌ هائل من الألفاظ المقززة التي تعافها النفس الإنسانية، والتي تترفع اليد عن كتابتها.
أيها المسلمون:
إن من يحارب الإسلام إنما يحارب هذه القاعدة وهذه الأفكار، إن من يحارب الإسلام إنما يريد للضرر أن يسود، وللرأسمالية أن تبقى فهي البيئة الخصبة له، إن من يحارب الإسلام إنما يريد للظلام أن ينتصر على الضوء، وللباطل أن ينتصر على الحق، وللظلم أن ينتصر على العدل، ويريد كذلك لخفافيش الظلام أن تبقى ترتع، إن من يحارب الإسلام إنما يريد للدول القائمة في دنيا المسلمين "دول الضرار" أن تبقى ولا يريد لدولة الحق دولة الخلافة أن تعود وترجع.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم