- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الإفطار ثم الصلاة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يفطر قبل أن يصلي على رُطَبات، فإن لم تكن رُطَبات فتُميرات، فإن لم تكن تميرات حسا حسوات من ماء. رواه الترمذي وحسنه الألباني.
أيها الأحبّة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد
يخبرنا هذا الحديث الشريف عن أمر كان يقوم به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عند الإفطار، فها هو نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان حين يدخل وقت الإفطار يقوم بما أمرنا به، فيفطر على ما تيسر من الرطب فإن لم يجد ما تيسر من التمر فإن لم يجد فكان يفطر على الماء، إن هذا إن دل على شيء فإن هذا يدل على أنه يستحب لنا نحن المسلمين أن نفطر على الرطب أو التمر أو الماء وأن قيامنا بهذا العمل يعني التزامنا بسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان.
إن الملفت للنظر أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان يكسر صيامه بشيء يسير ثم يقوم إلى الصلاة التي دخل موعدها، فهنا قد قام نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم بواجب الصيام الذي انتهى وقته وقام بعدها بالإفطار بما تيسر وحان وقت القيام بفرض آخر قد دخل موعده وهو الصلاة فكان يقوم به تباعا، وهذا يدل على أن الفروض تأتي تباعا وبأوقات محددة وتنتهي بأوقات محددة، فلكل عبادة زمان ومكان وحال يجب علينا أن نتلبس به على الوجه الصحيح.
فلا يظن أحد أن الفروض تتزاحم ولا أن الله قد أمرنا بما لا نستطيع القيام به، فها هو رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قد أنهى الصيام وقام بعدها بالصلاة ولم يترك أو يؤجل فرضا، فبعض الناس يظنون أن تعارض الفروض في العبادات أمر وارد وتزاحم الواجبات بحيث يصبح المسلم غير قادر على القيام بها كلها فيقدم فرضا على الآخر أمر طبيعي، فهذا عين الخطأ ونتيجة الجهل بأحكام الله وفروضه، فالله سبحانه وتعالى لم يأمر الناس بطلب على سبيل الفرض إلا لأنه يعلم أن الإنسان قادر على القيام به، فلا يوجد للمقصر أو المتكاسل حجة للتقصير في فروض .
فالله نسأل أن يعيننا على العبادات كلها وأن يسهل لنا في الفروض الأخرى وأن نكون من الذين يقومون على حدود الله وشرعه في كل شيء، إن ذلك ليس على الله بعزيز.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)