- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
السلوك بين الاستقامة والإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب جامع أوصاف الإسلام:
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل". وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك".
أيها الأحبّة الكرام:
يعتبر هذا الحديث عند أهل العلم من جوامع الكلم التي اختص بها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد جمع بين أصول الإسلام في كلمتين: الإيمان والاستقامة، فالإسلام توحيد وطاعة، فالتوحيد يحصل بالإيمان والطاعة تحصل بالاستقامة، وهذا مفهوم قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا).
أيها المسلمون:
وإذا كانت الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم، فإن سلوك المسلمين هذه الأيام للصراط المستقيم سلوك بعيد عن الاستقامة، إذ أن الاستقامة تتحقق بتطبيق شرع الله كاملا على عباد الله. والناظر في واقع المسلمين اليوم يرى بوضوح أن ذلك غير حاصل؛ فلا تطبيق لحدود ولا لشرع، ولا جهاد ولا نصر، ولا قوة ولا عزة، وما لم يعمل المسلمون على تحرير أنفسهم من حكامهم العملاء فسيبقوا على غير استقامة، وهذا مخالف لما نصّ عليه الحديث حيث ربط بين الاستقامة والإيمان.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم