- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رعاية البنات
حياكم الله أحبّتنا الكرام، ونكون معكم وحلقة جديدة من برنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري- كِتَاب الْأَدَبِ- تأكيد حقا لبنات لما فيهن من الضعف غالبا عن القيام بمصالح أنفسهن
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: "دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ لها تسأَل، فلم تجدْ عندي شيئاً غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها ولم تأكُلْ منها، ثم قامتْ فخرجتْ، فدخلَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، علينا فأخبرته، فقال: "من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء كُنَّ لهُ سِتراً من النار" رواه البخاري.
قَوْلُهُ: (دخلتْ امرأةٌ معها ابنتانِ) لَمْ يقِفْ الراوي عَلَى أَسْمَائِهِنَّ.
قَوْلُهُ: (فلم تجدْ عندي شيئاً غيرَ تمرةٍ، فأَعطيتُهَا إيَّاها، فَقَسَمَتْهَا بينَ ابنتيْها) زَادَ مَعْمَرٌ
فَلَمْ تَجِدْ عِنْدِي غَيْرَ تَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ أَيْ أَخُصُّهَا بِهَا، وَيَحْتَمِلُ أَنَّهَا لَمْ يَكُنْ عِنْدَهَا فِي أَوَّلِ الْحَالِ سِوَى وَاحِدَةٍ فَأَعْطَتْهَا ثُمَّ وَجَدَتْ ثِنْتَيْنِ.
قَوْلُهُ: (من ابْتُلِي من هذهِ البناتِ بشيٍء) اخْتُلِفَ فِي الْمُرَادِ بِالِابْتِلَاءِ هَلْ هُوَ نَفْسُ وُجُودِهِنَّ أَوِ ابْتُلِيَ بِمَا يَصْدُرُ مِنْهُنَّ
ويُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى الِابْتِلَاءِ هُنَا الِاخْتِبَارَ، أَيْ مَنِ اخْتُبِرَ بِشَيْءٍ مِنَ الْبَنَاتِ لِيُنْظَرَ مَا يَفْعَلُ أَيُحْسِنُ إِلَيْهِنَّ أَوْ يُسِيءُ.
وَقَالَ النَّوَوِيُّ. إِنَّمَا سَمَّاهُ ابْتِلَاءً لِأَنَّ النَّاسَ يَكْرَهُونَ الْبَنَاتَ، فَجَاءَ الشَّرْعُ بِزَجْرِهِمْ عَنْ ذَلِكَ، وَرَغَّبَ فِي إِبْقَائِهِنَّ وَتَرْكِ قَتْلِهِنَّ بِمَا ذَكَرَ مِنَ الثَّوَابِ الْمَوْعُودِ بِهِ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيْهِنَّ وَجَاهَدَ نَفْسَهُ فِي الصَّبْرِ عَلَيْهِنَّ.
قَوْلُهُ: (كُنَّ لهُ سِتراً من النار) حِجَاباً.
أحبّتنا الكرام:
إن في هذا الحديث تأكيد على حق البنات بالرعاية لما فيهن من ضعف يمنعهن عن القيام بمصالح أنفسهن، على عكس الذكور لما فيهم من قوة البدن وإمكانية التصرف بالأمور أَكْثَرِ الْأَحْوَالِ.
والإسلام جاء ليحفظ المرأة ويرعاها في كل مراحل حياتها، فأمر برعايتها والحفاظ عليها والإنفاق عليها وصلة رحمها، وبرها. وهي بنت وأخت وأم وخالة وجدة...
فالله نحمد على هذا الفضل العظيم.
أحبّتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حلقة أخرى من برنامجنا، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبته للإذاعة
عفراء تراب