الأربعاء، 25 محرّم 1446هـ| 2024/07/31م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي ‏(ح 68)‏

 

القيمة الحقيقية للسلعة ‏

 

 


الحَمْدُ للهِ الذِي شَرَعَ لِلنَّاسِ أحكَامَ الرَّشَاد, وَحَذَّرَهُم سُبُلَ الفَسَاد, وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى خَيرِ هَاد, ‏المَبعُوثِ رَحمَةً لِلعِبَاد, الَّذِي جَاهَدَ فِي اللهِ حَقَّ الجِهَادِ, وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ الأَطهَارِ الأمجَاد, الَّذِينَ طبَّقُوا نِظَامَ ‏الِإسلامِ فِي الحُكْمِ وَالاجتِمَاعِ وَالسِّيَاسَةِ وَالاقتِصَاد, فَاجْعَلْنَا اللَّهُمَّ مَعَهُمْ, وَاحشُرْنا فِي زُمرَتِهِمْ يَومَ يَقُومُ الأَشْهَادُ ‏يَومَ التَّنَاد, يَومَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العِبَادِ. ‏

 

 


أيها المؤمنون: ‏

 


السَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ وَبَعدُ: نُتَابِعُ مَعَكُمْ سِلْسِلَةَ حَلْقَاتِ كِتَابِنا إِروَاءُ الصَّادِي مِنْ نَمِيرِ ‏النِّظَامِ الاقتِصَادِي, وَمَعَ الحَلْقَةِ الثَّامِنَةِ وَالسِّتِينَ, وَمَوضُوعُنَا القِيمَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ. نَتَأمَّلُ فِيهَا مَا جَاءَ فِي ‏الصَفحَةِ الثَّانِيَةَ عَشْرَةَ بَعدَ المِائَةِ مِنْ كِتَابِ النِّظَامِ الاقتِصَادِي فِي الإِسلامِ لِلعَالِمِ وَالمُفَكِّرِ السِّيَاسِيِّ الشَّيخِ تَقِيِّ ‏الدِّينِ النَّبهَانِيِّ. يَقُولُ رَحِمَهُ اللهُ: "وَالحَقِيقَةُ الَّتِي هِيَ فِكْرٌ لَهُ وَاقِعٌ فِي الحِسِّ، هِيَ أنَّ قِيمَةَ أيَّةِ سِلْعَةٍ هِيَ مِقدَارُ مَا ‏فِيهَا مِنْ مَنفَعَةٍ، مَعَ مُلاحَظَةِ عَامِلٍ النُّدرَةِ. وَمَعَ أنَّ هَذِهِ المَنفَعَةَ، يَكُونُ العَمَلُ وَسِيلَةً لِلحُصُولِ عَلَيهَا، وَقَد ‏يَكُونُ وَسِيلَةً لإِنتَاجِهَا، وَلَكِنَّهُ لا يُلاحَظُ مُطلَقًا عِندَ تَبَادُلِهَا، وَلا عِندَ الانتِفَاعِ بِهَا. وَلِذَلِكَ كَانَتِ النَّظرَةُ الحَقِيقِيَّةُ ‏لأيَّةِ سِلْعَةٍ، هِيَ النَّظرَةُ إِلَى المَنفَعَةِ، مَعَ مُلاحَظَةِ عَامِلِ النُّدرَةِ، سَوَاءٌ مَلَكَهَا الإِنسَانُ ابتِدَاءً كَالصَّيدِ مَثَلاً، أمْ ‏مُبَادَلَةً كَالبَيعِ. وَلا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَينَ المُجتَمَعِ فِي مُوسكُو، وَالمُجتَمَعِ فِي بَارِيسَ، وَالمُجتَمَعُ فِي المَدِينَةِ المُنَوَّرَةِ، فَإِنَّ ‏الإِنسَانَ فِي كُلِّ مَكَانٍ حِينَ يَسعَى لِلحُصُولِ عَلَى السِّلْعَةِ يُقَدِّرُ مَا فِيهَا مِنْ مَنفَعَةٍ مَعَ مُلاحَظَةِ النُّدرَةِ. هَذِهِ هِيَ ‏قِيمَتُهَا مِنْ حَيثُ هِيَ عِندَ الإِنسَانِ. وَهِيَ القِيمَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ. أمَّا القِيمَةُ الفِعلِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ، فَإِنَّهَا تُقَدَّرُ ‏بِمِقدَارِ بَدَلِهَا بِشَيءٍ آخَرَ مِنْ سِلعَةٍ أو نَقْدٍ. وَتَبقَى قِيمَتُهَا هَذِهِ عَلَى هَذَا الوَجْهِ ثَابِتَةً مَهْمَا تَغَيَّرَ الزَّمَانُ، وَالمَكَانُ، ‏وَالظُّرُوفُ. أمَّا ثَمَنُ السِّلعَةِ فَهُوَ مَا يُعطَى مِنَ النُّقُودِ، مُقَابِلَ وِحْدَةٍ مِنْ سِلْعَةٍ مُعَيَّنَةٍ، فِي زَمَنٍ مُعَيَّنٍ، وَمَكَانٍ مُعَيَّنٍ، ‏وَظُرُوفٍ مُعَيَّنَةٍ. وَيَتَغَيَّرُ بِتَغَيُّرِ الأزْمِنَةِ وَالأمكِنَةِ وَالظَّرُوفِ، وَبِعِبَارَةٍ أخرَى، هُوَ نِسبَةُ المُبَادَلَةِ بَينَ كَمِّيةِ النُّقُودِ ‏وَالكَمِّيةِ المُقَابَلِةِ لَهَا مِنَ السِّلَعِ. فَلَو تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرَأةً وَجَعَلَ مِنْ مَهرِهَا خِزَانَةً مُعَيَّنَةً مَوصُوفَةً، وَذَكَرَ أنَّ قِيمَتَهَا ‏خَمْسُونَ دِينَارًا وَسَلَّمَهَا الخِزَانَةَ بِالفِعْلِ، تَعَيَّنَتْ قِيمَةُ الخِزَانَةِ بِتَسَلُّمِهَا لَهَا عَينًا. فَلَو أنَّهُ أخَذَهَا مِنهَا بَعدَ ذَلِكَ، ‏وَادَّعَتْ عَلَيهِ بِهَا، فَإِنَّ عَلَيهِ تَسلِيمَ عَينِ الخِزَانَةِ لا ثَمَنَهَا، فَإِنْ ثَبَتَ هَلاكُ الخِزَانَةِ، أوِ ادَّعَى هَلاكَهَا دَفَعَ لَهَا ‏خَمسِينَ دِينَارًا، لأنَّهَا قِيمَةُ الخِزَانَةِ، سَوَاءٌ أكَانَ مِثْلُ الخَزَانَةِ عِندَ الدَّعْوَى يُسَاوِي أكثَرَ مِنْ خَمسِينَ دِينَارًا أمْ أقَلَّ، ‏لأنَّهَا القِيمَةُ المُقَدَّرَةُ فِعْلاً، وَلا يُعتَبَرُ ثَمَنُ مِثْلِ الخِزَانَةِ. بِخِلافِ مَا لَو ذُكِرَ فِي العَقدِ أنَّ ثَمَنَهَا خَمسُونَ دِينَارًا، ‏وَسَلَّمَهَا الخِزَانَةَ بِالفِعْلِ، ثُمَّ أخَذَهَا مِنهَا، وَادَّعَتْ عَلَيهِ بِهَا، فَإِنَّ لَهُ تَسلِيمَ الخِزَانَةِ، وَلَهُ دَفْعُ ثَمَنِهَا خَمسِينَ دِينَارًا، ‏وَلَهُ أنْ يَشتَرِيَ لَهَا خِزَانَةً بِخَمسِينَ دِينَارًا، سَوَاءٌ أكَانَتِ الخِزَانَةُ عِندَ الدَّعْوَى تُسَاوِي أكْثَرَ مِنْ خَمسِينَ أمْ أقَلَّ. ‏فَإِنَّ الوَاجِبَ عَلَيهِ دَفْعُ خِزَانَةٍ ثَمَنُهَا خَمْسُونَ دِينَارًا فِي كُلِّ وَقْتٍ. وَذَلِكَ لأنَّ القِيمَةَ لا تَتَغَيَّرُ، وَالثَّمَنُ يَتَغَيَّرُ. ‏

 

 

فَالقِيمَةُ الفِعْلِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ هِيَ مِقْدَارُ بَدَلِهَا حِينَ التَّقدِيرِ، وَثَمَنُ السِّلْعَةِ هُوَ مَا يُدفَعُ مُقَابِلَهَا مُبَادَلَةً فِي السُّوقِ. وَهَذَا ‏التَّفرِيقُ بَينَ القِيمَةِ وَالثَّمَنِ، إِنَّمَا هُوَ فِي البَيعِ، وَسَائِرِ أنوَاعِ المُبَادَلَةِ. أمَّا إِجَارَةُ الأجِيرِ، فَهِيَ المِقدَارُ الَّذِي تُقَدَّرُ ‏فِيهِ مَنفَعَةُ جُهدِهِ عِندَ العَقْدِ، وَتُقَدَّرُ مَرَّةً أخْرَى عِندَ انتِهَاءِ مُدَّةِ الإِجَارَةِ. وَمِنْ هُنَا يَظهَرُ أنَّهُ لا تُوجَدُ عَلاقَةٌ بَينَ ‏أُجرَةِ الأجِيرِ، وَقِيمَةِ السِّلْعَةِ، وَلا بَينَ أُجرَةِ الأجِيرِ وَتَكَالِيفِ الإِنتَاجِ، وَلا بَينَ أُجرَةِ الأجِيرِ وَمُستَوَى المَعِيشَةِ، ‏وَإِنَّمَا هِيَ شَيءٌ آخَرُ مُنفَصِلٌ، إِذْ هِيَ مِقْدَارُ مَا تَستَحِقُّهُ المَنفَعَةُ الَّتِي يَحصُلُ عَلَيهَا مِنهُ مُستَأجِرُهُ، وَيَكُونُ تَقدِيرُ ‏هَذِهِ المَنفَعَةِ لَيسَ رَاجِعًا للِمُستَأجِرِ، بَلْ رَاجِعًا لِلحَاجَةِ لِهَذِهِ المَنفَعَةِ. فَوِحْدَةُ تَقدِيرِ أُجرَةِ الأجِيرِ هِيَ هَذِهِ المَنفَعَةُ ‏المَوصُوفَةُ بِهَذَا الوَصْفِ. وَهَذِهِ الأُجرَةُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ الأعْمَالِ، وَتَتَفَاوَتُ بِتَفَاوُتِ الإِتقَانِ فِي العَمَلِ الوَاحِدِ. ‏فَأُجرَةُ المُهَندِسِ تَختَلِفُ عَنْ أُجرَةِ النَّجَّارِ، وَأُجرَةُ النَّجَّارِ المَاهِرِ تَختَلِفُ عَنْ أُجرَةِ النَّجَّارِ العَادِيِّ. وَإِنَّمَا يَرتَفِعُ أجْرُ ‏النَّاسِ فِي العَمَلِ الوَاحِدِ، بِحَسَبِ مَا يُؤَدُّونَ مِنْ إِتقَانٍ لِمَنفَعَةِ الجُهْدِ، وَلا يُعتَبَرُ هَذَا تَرقِيَةً لَهُمْ وَإِنَّمَا هُوَ أجْرُهُمُ ‏الَّذِي استَحَقُّوهُ بِتَحْسِينِهِمْ لِمَنفَعَتِهِ". ‏

 


وَقَبلَ أَنْ نُوَدِّعَكُمْ مُستَمِعِينَا الكِرَامَ نُذَكِّرُكُمْ بِأَبرَزِ الأفكَارِ التِي تَنَاوَلهَا مَوضُوعُنَا لِهَذَا اليَومِ:‏

 


‏1.‏ إِنَّ قِيمَةَ أيَّةِ سِلْعَةٍ هِيَ مِقدَارُ مَا فِيهَا مِنْ مَنفَعَةٍ، مَعَ مُلاحَظَةِ عَامِلٍ النُّدرَةِ. ‏

 


‏1)‏ العَمَلُ وَسِيلَةٌ لِلحُصُولِ عَلَى المَنفَعَةِ، وَقَد يَكُونُ وَسِيلَةً لإِنتَاجِهَا.

‏2)‏ لا يُلاحَظُ العَمَلُ مُطلَقًا عِندَ تَبَادُلِ المَنفَعَةِ، وَلا عِندَ الانتِفَاعِ بِهَا. ‏


‏3)‏ النَّظرَةُ الحَقِيقِيَّةُ لأيَّةِ سِلْعَةٍ، هِيَ النَّظرَةُ إِلَى المَنفَعَةِ، مَعَ مُلاحَظَةِ عَامِلِ النُّدرَةِ.


‏4)‏ المَنفَعَةُ يَملِكُهَا الإِنسَانُ ابتِدَاءً كَالصَّيدِ مَثَلاً، أو مُبَادَلَةً كَالبَيعِ. ‏


‏5)‏ القِيمَةُ الحَقِيقِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ: يُقَدِّرُ الإِنسَانُ مَا فِي السِّلْعَةِ مِنْ مَنفَعَةٍ مَعَ مُلاحَظَةِ النُّدرَةِ.


‏6)‏ القِيمَةُ الفِعلِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ، فَإِنَّهَا تُقَدَّرُ بِمِقدَارِ بَدَلِهَا بِشَيءٍ آخَرَ مِنْ سِلعَةٍ أو نَقْدٍ.


‏7)‏ تَبقَى قِيمَةُ السِّلعَةِ عَلَى هَذَا الوَجْهِ ثَابِتَةً مَهْمَا تَغَيَّرَ الزَّمَانُ، وَالمَكَانُ، وَالظُّرُوفُ.


‏2.‏ ثَمَنُ السِّلعَةِ هُوَ مَا يُعطَى مِنَ النُّقُودِ، مُقَابِلَ وِحْدَةٍ مِنْ سِلْعَةٍ مُعَيَّنَةٍ. ‏

 


‏1)‏ ثَمَنُ السِّلعَةِ يُعطَى فِي زَمَنٍ مُعَيَّنٍ، وَمَكَانٍ مُعَيَّنٍ، وَظُرُوفٍ مُعَيَّنَةٍ. ‏


‏2)‏ يَتَغَيَّرُ ثَمَنُ السِّلعَةِ بِتَغَيُّرِ الأزْمِنَةِ وَالأمكِنَةِ وَالظَّرُوفِ. ‏


‏3)‏ ثَمَنُ السِّلعَةِ هُوَ نِسبَةُ المُبَادَلَةِ بَينَ كَمِّيةِ النُّقُودِ وَالكَمِّيةِ المُقَابَلِةِ لَهَا مِنَ السِّلَعِ. ‏

 


‏3.‏ الفَرقُ بَينَ القِيمَةِ وَالثَّمَنِ:‏

 


‏1)‏ القِيمَةَ لا تَتَغَيَّرُ، وَالثَّمَنُ يَتَغَيَّرُ.‏


‏2)‏ القِيمَةُ الفِعْلِيَّةُ لِلسِّلْعَةِ هِيَ مِقْدَارُ بَدَلِهَا حِينَ التَّقدِيرِ. ‏


‏3)‏ ثَمَنُ السِّلْعَةِ هُوَ مَا يُدفَعُ مُقَابِلَهَا مُبَادَلَةً فِي السُّوقِ. ‏


‏4)‏ هَذَا التَّفرِيقُ بَينَ القِيمَةِ وَالثَّمَنِ هُوَ فِي البَيعِ وَسَائِرِ أنوَاعِ المُبَادَلَةِ.‏

 


‏4.‏ فَرَّقَ الشَّيخُ تَقِيُّ الدِّينِ تَفرِيقًا دَقِيقًا بَينَ القِيمَةِ وَالثَّمَنِ عِندَ تَحْدِيدِ المُهُورِ فِي عُقُودِ الزَّوَاجِ: ‏

 


أولا: القيمة: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرَأةً وَجَعَلَ مِنْ مَهرِهَا خِزَانَةً ذُكِرَ فِي العَقدِ أنَّ قِيمَتَهَا خمسُونَ دِينَارًا.‏

 


‏1)‏ القِيمَةُ المُقَدَّرَةُ فِعْلاً لِلخِزَانَةِ خَمسُونَ دِينَارًا.


‏2)‏ ‏ سَلَّمَهَا الخِزَانَةَ بِالفِعْلِ. وَتَعَيَّنَتْ قِيمَةُ الخِزَانَةِ بِتَسَلُّمِهَا لَهَا عَينًا. ‏


‏3)‏ ‏ لَو أخَذَهَا مِنهَا بَعدَ ذَلِكَ، وَادَّعَتْ عَلَيهِ بِهَا، فَإِنَّ عَلَيهِ تَسلِيمَ عَينِ الخِزَانَةِ لا ثَمَنَهَا. ‏


‏4)‏ ‏ إِنْ ثَبَتَ هَلاكُ الخِزَانَةِ أوِ ادَّعَى هَلاكَهَا وَجَبَ عَلَيهِ دَفَعُ خَمسِينَ دِينَارًا لَهَا لأنَّهَا قِيمَةُ الخِزَانَةِ. ‏


‏5)‏ ‏ سَوَاءٌ أكَانَ مِثْلُ الخَزَانَةِ عِندَ الدَّعْوَى يُسَاوِي أكثَرَ مِنْ خَمسِينَ دِينَارًا أمْ أقَلَّ. ‏


‏6)‏ الخمسون دينارًا هِيَ قِيمَةُ الخِزَانَةِ وَلا يُعتَبَرُ ثَمَنُ المِثْلِ لِخِزَانَةٍ أُخرَى غَيرِ الخِزَانَةِ الَّتِي تَمَّ تَعيِينُهَا.‏

 


ثانيا: الثمن: تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرَأةً وَجَعَلَ مِنْ مَهرِهَا خِزَانَةً وذُكِرَ فِي العَقدِ أنَّ ثَمَنَهَا خَمسُونَ دِينَارًا. ‏

 


سَلَّمَهَا الخِزَانَةَ بِالفِعْلِ، ثُمَّ أخَذَهَا مِنهَا، وَادَّعَتْ عَلَيهِ بِهَا فَلَهُ وَاحِدٌ مِنَ الحُلُولِ الثَّلاثَةِ الآتِيَةِ: إمَّا أنْ يُعِيدَ تَسلِيمَ ‏الخِزَانَةِ لَهَا. وَإِمَّا أنْ يَدَفْعَ ثَمَنِهَا خَمسِينَ دِينَارًا. وَإِمَّا أنْ يَشتَرِيَ لَهَا خِزَانَةً بِخَمسِينَ دِينَارًا سَوَاءٌ أكَانَتِ الخِزَانَةُ عِندَ ‏الدَّعْوَى تُسَاوِي أكْثَرَ أمْ أقَلَّ مِنْ خَمسِينَ دِينَارًا. ‏

 


‏5.‏ إِجَارَةُ الأجِيرِ هِيَ المِقدَارُ الَّذِي تُقَدَّرُ فِيهِ مَنفَعَةُ جُهدِهِ عِندَ العَقْدِ.


‏1)‏ إِجَارَةُ الأجِيرِ تُقَدَّرُ مَرَّةً أخْرَى عِندَ انتِهَاءِ مُدَّةِ الإِجَارَةِ. ‏


‏2)‏ ‏ لا تُوجَدُ عَلاقَةٌ بَينَ أُجرَةِ الأجِيرِ وقِيمَةِ السِّلْعَةِ, أو تَكَالِيفِ الإِنتَاجِ, أو مُستَوَى المَعِيشَةِ.


‏3)‏ ‏ أُجرَةُ الأجِيرِ شَيءٌ آخَرُ مُنفَصِلٌ عَنِ قِيمَةِ السِّلْعَةِ, وتَكَالِيفِ الإِنتَاجِ, ومُستَوَى المَعِيشَةِ.‏

 


‏6.‏ أُجرَةِ الأجِيرِ هِيَ مِقْدَارُ مَا تَستَحِقُّهُ المَنفَعَةُ الَّتِي يَحصُلُ عَلَيهَا مِنهُ مُستَأجِرُهُ. ‏

 


‏1)‏ ‏ يَكُونُ تَقدِيرُ المَنفَعَةِ لَيسَ رَاجِعًا للِمُستَأجِرِ، بَلْ رَاجِعًا لِلحَاجَةِ لِهَذِهِ المَنفَعَةِ. ‏


‏2)‏ ‏ الأُجرَةُ تَختَلِفُ بِاختِلافِ الأعْمَالِ، وَتَتَفَاوَتُ بِتَفَاوُتِ الإِتقَانِ فِي العَمَلِ الوَاحِدِ. ‏


‏3)‏ ‏ يَرتَفِعُ أجْرُ النَّاسِ فِي العَمَلِ الوَاحِدِ، بِحَسَبِ مَا يُؤَدُّونَ مِنْ إِتقَانٍ لِمَنفَعَةِ الجُهْدِ.


‏4)‏ ‏ لا يُعتَبَرُ هَذَا تَرقِيَةً لَهُمْ وَإِنَّمَا هُوَ أجْرُهُمُ الَّذِي استَحَقُّوهُ بِتَحْسِينِهِمْ لِمَنفَعَتِهِ. ‏

 


أيها المؤمنون: ‏


نَكتَفي بِهذا القَدْرِ في هَذِه الحَلْقة, مَوعِدُنَا مَعَكُمْ في الحَلْقةِ القادِمَةِ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى, فَإِلَى ذَلِكَ الحِينِ ‏وَإِلَى أَنْ نَلْقَاكُمْ وَدَائِماً, نَترُكُكُم في عنايةِ اللهِ وحفظِهِ وأمنِهِ, سَائِلِينَ الَمولَى تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَن يُعزَّنا بِالإسلام, وَأنْ ‏يُعزَّ الإسلام بِنَا, وَأن يُكرِمَنا بِنَصرِه, وَأن يُقِرَّ أعيُننَا بِقيَامِ دَولَةِ الخِلافَةِ الراشدة على منهاج النبوة في القَريبِ ‏العَاجِلِ, وَأَن يَجعَلَنا مِن جُنُودِهَا وَشُهُودِهَا وَشُهَدَائِها, إنهُ وَليُّ ذلكَ وَالقَادِرُ عَلَيهِ. نَشكُرُكُم عَلى حُسنِ ‏استِمَاعِكُم, وَالسَّلامُ عَليكُم وَرَحمَةُ اللهِ وَبَركَاتُه. ‏

آخر تعديل علىالجمعة, 04 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع