الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 125) الغبن الفاحش

بسم الله الرحمن الرحيم

 

إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي (ح 125)

 

الغبن الفاحش

 

 


الحمد لله الذي شرع للناس أحكام الرشاد, وحذرهم سبل الفساد, والصلاة والسلام على خير هاد, المبعوث رحمة للعباد, الذي جاهد في الله حق الجهاد, وعلى آله وأصحابه الأطهار الأمجاد, الذين طبقوا نظام الإسلام في الحكم والاجتماع والسياسة والاقتصاد, فاجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم يوم يقوم الأشهاد يوم التناد, يوم يقوم الناس لرب العباد.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نتابع معكم سلسلة حلقات كتابنا إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي, ومع الحلقة الخامسة والعشرين بعد المائة, وعنوانها: "الغبن الفاحش". نتأمل فيها ما جاء في الصفحة الثالثة والتسعين بعد المائة من كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للعالم والمفكر السياسي الشيخ تقي الدين النبهاني.


يقول رحمه الله: "الغبن في اللغة الخداع، يقال غبنه غبنا في البيع والشراء خدعه وغلبه، وغبن فلانا نقصه في الثمن وغيره، فهو غابن وذاك مغبون. والغبن هو بيع الشيء بأكثر مما يساوي، أو بأقل مما يساوي.


والغبن الفاحش حرام شرعا، لأنه ثبت في الحديث الصحيح طلب ترك الغبن طلبا جازما، فقد روى البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رجلا ذكر للنبي صلى الله عليه وسلم أنه يخدع في البيوع فقال: "إذا بايعت فقل لا خلابة".


وروى أحمد عن أنس: "أن رجلا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يبتاع، وكان في عقدته، يعني عقله ضعف، فأتى أهله النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا نبي الله، أحجر على فلان فإنه يبتاع، وفي عقدته ضعف، فدعاه نبي الله صلى الله عليه وسلم فنهاه عن البيع، فقال: يا نبي الله، إني لا أصبر عن البيع، فقال صلى الله عليه وسلم: "إن كنت غير تارك للبيع فقل ها وها ولا خلابة".


وروى البزار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن بيع المحفلات. والخلابة - بكسر الخاء - الخديعة.


فهذه الأحاديث قد طلب فيها ترك الخلابة أي الخديعة، والخديعة حرام. ومن هنا كان الغبن حراما. إلا أن الغبن الحرام هو الغبن الفاحش؛ لأن علة تحريم الغبن هو كونه خديعة في الثمن، ولا يسمى خديعة إذا كان يسيرا، لأنه يكون مهارة في المساومة، وإنما يكون الغبن خديعة إذا كان فاحشا، فإذا ثبت الغبن، فإن للمغبون الخيار، إن شاء فسخ البيع، وإن شاء أمضاه، أي إذا ظهرت خديعة في البيع، جاز للمخدوع أن يرد الثمن ويأخذ السلعة إذا كان بائعا، وأن يرد المبيع ويأخذ الثمن إذا كان مشتريا، وليس له أخذ الأرش، أي ليس له أن يأخذ الفرق بين ثمن السلعة الحقيقي، وبين الثمن الذي بيعت به، لأن الرسول جعل له الخيار بين أن يفسخ البيع أو يمضيه فقط، ولم يجعل له غير ذلك، روى الدارقطني عن محمد بن يحيى بن حبان قال: قال عليه الصلاة والسلام: "إذا بعت فقل لا خلابة، ثم أنت في كل سلعة تبتاعها بالخيار ثلاث ليال، فإن رضيت فأمسك، وإن سخطت فارددها على صاحبها".


وهذا يدل على أن المغبون يثبت له الخيار. إلا أن هذا الخيار يثبت بشرطين: أحدهما: عدم العلم وقت العقد. والثاني: الزيادة أو النقصان الفاحش الذي لا يتغابن الناس بمثلهما وقت العقد. والغبن الفاحش هو ما اصطلح التجار على كونه غبنا فاحشا. ولا يقدر ذلك بثلث ولا ربع، بل يترك لاصطلاح التجار في البلد وقت إجراء العقد؛ لأن ذلك يختلف باختلاف السلع والأسواق".


وقبل أن نودعكم مستمعينا الكرام نذكركم بأبرز الأفكار التي تناولها موضوعنا لهذا اليوم:


1. الغبن في اللغة: الغبن في اللغة الخداع، يقال غبنه غبنا في البيع والشراء خدعه وغلبه، وغبن فلانا نقصه في الثمن وغيره، فهو غابن وذاك مغبون.


2. الغبن في الاصطلاح: الغبن هو بيع الشيء بأكثر مما يساوي، أو بأقل مما يساوي.


3. الحكم الشرعي في الغبن: الغبن الفاحش حرام شرعا.


4. وردت أحاديث طلب فيها ترك الخلابة أي الخديعة، والخديعة حرام. ومن هنا كان الغبن حراما.


5. الغبن الحرام هو الغبن الفاحش.


6. علة تحريم الغبن هو كونه خديعة في الثمن، ولا يسمى خديعة إذا كان يسيرا.


7. يكون الغبن خديعة إذا كان فاحشا.


8. إذا ثبت الغبن، فإن للمغبون الخيار، إن شاء فسخ البيع، وإن شاء أمضاه.


9. ليس للمغبون أخذ الأرش، أي ليس له أن يأخذ الفرق بين ثمن السلعة الحقيقي، وبين الثمن الذي بيعت به. لأن الرسول جعل له الخيار بين أن يفسخ البيع أو يمضيه فقط.


10. يثبت الخيار للمغبون بشرطين:


1- أحدهما: عدم العلم وقت العقد.


-2- الثاني: الزيادة أو النقصان الفاحش الذي لا يتغابن الناس بمثلهما وقت العقد.


11. والغبن الفاحش هو ما اصطلح التجار على كونه غبنا فاحشا.


12. لا يقدر الغبن الفاحش بثلث ولا ربع، بل يترك لاصطلاح التجار في البلد وقت إجراء العقد.

أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة على منهاج النبوة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 04 كانون الأول/ديسمبر 2015

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع