- الموافق
- 1 تعليق
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي
(ح 151)
الخراج
الحمد لله الذي شرع للناس أحكام الرشاد, وحذرهم سبل الفساد, والصلاة والسلام على خير هاد, المبعوث رحمة للعباد, الذي جاهد في الله حق الجهاد, وعلى آله وأصحابه الأطهار الأمجاد, الذين طبقوا نظام الإسلام في الحكم والاجتماع والسياسة والاقتصاد, فاجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم يوم يقوم الأشهاد يوم التناد, يوم يقوم الناس لرب العباد.
أيها المؤمنون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: نتابع معكم سلسلة حلقات كتابنا إرواء الصادي من نمير النظام الاقتصادي ومع الحلقة الحادية والخمسين بعد المائة, وعنوانها: "الخراج". نتأمل فيها ما جاء في الصفحة الثالثة والأربعين بعد المائتين من كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للعالم والمفكر السياسي الشيخ تقي الدين النبهاني.
يقول رحمه الله: "الخراج هو حق أوصل الله المسلمين إليه من الكفار. وهو حق يوضع على رقبة الأرض التي غنمت من الكفار حربا أو صلحا، إذا كان الصلح على أن الأرض لنا، ويقرون عليها مقابل خراج يؤدونه. والخراج في لغة العرب الكراء والغلة. وكل أرض أخذت من الكفار عنوة بعد إعلان الحرب عليهم تعتبر أرضا خراجية. وإذا أسلموا بعد الفتح تبقى أرضهم خراجية. فقد روى أبو عبيد في الأموال عن الزهري قال: "قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم الجزية من مجوس البحرين". قال الزهري: "فمن أسلم منهم قبل إسلامه، وأحرز له إسلامه نفسه وماله إلا الأرض، فإنها فيء للمسلمين، من أجل أنه لم يسلم أول مرة وهو في منعة" أي وهم في منعة من المسلمين. أما قدر الخراج الذي يضرب على الأرض فيعتبر بما تحتمله الأرض، فإن عمر حين وضع الخراج، راعى ما تحتمله الأرض من غير حيف بمالك، ولا إجحاف بزارع، فقد ضرب في بعض النواحي، على كل جريب، قفيزا ودرهما، وضرب على ناحية أخرى غيرها غير هذا القدر، وعمل في نواحي الشام غير هذا، فعلم أنه راعى في كل أرض ما تحتمله. فإذا تقرر الخراج بما احتملته الأرض، فإنه يحصله على الوجه الذي وضعها عليه، فإن وضع الخراج على مساحة الأرض سنويا حصل الخراج عند نهاية السنة الهلالية؛ لأنها السنة المعتبرة شرعا. وإن جعل الخراج على مساحة الزرع حصل الخراج كل سنة عند نهاية السنة الشمسية، لأنها السنة التي تكون عليها الأمطار، ويزرع الزرع. وإن وضعها مقاسمة، أي قدر نسبة معينة مما تنتجه عادة، حصل الخراج عند كمال الزرع وتصفيته. وللإمام أن يقدر الخراج مراعيا أصلح الأمور في هذه الأوجه الثلاثة، إما على مساحة الأرض، أو مساحة الزرع، أو تقدير مقدار الناتج. وإذا حصلت تحسينات في الأرض، فنتج عن هذه التحسينات زيادة في الإنتاج، أو طرأ على الأرض عوامل أنقصت الإنتاج، ينظر، فإن كانت هذه الزيادة من فعل الزراع كأن حفروا بئرا، أو أوصلوا قناة ماء، لا يزاد عليهم شيء، وإن كان النقص بفعلهم، كهدمهم القناة، أو إهمالهم البئر، لا ينقص عنهم شيء، ويؤمرون بإصلاح ما خربوه. وإن كانت الزيادة أو النقص من الدولة، كأن حفرت لهم هي بئرا، أو أهملت إصلاح الآبار والقنوات، فإن لها أن تزيد الخراج في حالة زيادة الإنتاج، وعليها أن تنقصه في حالة نقصان الإنتاج. أما إن حصلت الزيادة والنقص بعوامل طبيعية، كأن اقتلعت الزوابع الأشجار، أو جرف السيل الأقنية، فإنه يوضع على الأرض قدر ما تحتمل، حتى لا يظلم أهلها. والخراج يقدر لمدة معلومة، ولا يقدر دائميا، ويتغير هذا التقدير عند انتهاء المدة بما تحتمله الأرض، عند التقدير للمدة الجديدة".
وقبل أن نودعكم أحبتنا الكرام نذكركم بأبرز الأفكار التي تناولها موضوعنا لهذا اليوم:
تعريف الخراج:
1. الخراج هو حق أوصل الله المسلمين إليه من الكفار.
2. وهو حق يوضع على رقبة الأرض التي غنمت من الكفار حربا أو صلحا، إذا كان الصلح على أن الأرض لنا، ويقرون عليها مقابل خراج يؤدونه.
الخراج لغة: الخراج في لغة العرب الكراء والغلة.
بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالأرض الخراجية:
1. كل أرض أخذت من الكفار عنوة بعد إعلان الحرب عليهم تعتبر أرضا خراجية.
2. إذا أسلم أهل الأرض الخراجية بعد الفتح تبقى أرضهم خراجية.
3. قدر الخراج الذي يضرب على الأرض فيعتبر بما تحتمله الأرض.
4. إذا تقرر الخراج بما احتملته الأرض، فإنه يحصله على الوجه الذي وضعها عليه.
5. إن وضع الخراج على مساحة الأرض سنويا حصل الخراج عند نهاية السنة الهلالية؛ لأنها السنة المعتبرة شرعا.
6. إن جعل الخراج على مساحة الزرع حصل الخراج كل سنة عند نهاية السنة الشمسية، لأنها السنة التي تكون عليها الأمطار، ويزرع الزرع.
7. إن وضعها مقاسمة، أي قدر نسبة معينة مما تنتجه عادة، حصل الخراج عند كمال الزرع وتصفيته.
8. للإمام أن يقدر الخراج مراعيا أصلح الأمور في هذه الأوجه الثلاثة:
أ- إما على مساحة الأرض.
ب- أو مساحة الزرع.
ت- أو تقدير مقدار الناتج.
9. يقدر الخراج لمدة معلومة، ولا يقدر دائميا.
10. يتغير هذا التقدير عند انتهاء المدة بما تحتمله الأرض، عند التقدير للمدة الجديدة".
11. إذا حصلت تحسينات في الأرض، فنتج عن هذه التحسينات زيادة في الإنتاج، أو طرأ على الأرض عوامل أنقصت الإنتاج، ينظر:
1) إن كانت هذه الزيادة من فعل الزراع كأن حفروا بئرا، أو أوصلوا قناة ماء، لا يزاد عليهم شيء.
2) إن كان النقص بفعلهم، كهدمهم القناة، أو إهمالهم البئر، لا ينقص عنهم شيء، ويؤمرون بإصلاح ما خربوه.
3) إن كانت الزيادة أو النقص من الدولة، كأن حفرت لهم هي بئرا، أو أهملت إصلاح الآبار والقنوات، فإن لها أن تزيد الخراج في حالة زيادة الإنتاج، وعليها أن تنقصه في حالة نقصان الإنتاج.
4) إن حصلت الزيادة والنقص بعوامل طبيعية، كأن اقتلعت الزوابع الأشجار، أو جرف السيل الأقنية، فإنه يوضع على الأرض قدر ما تحتمل، حتى لا يظلم أهلها.
أيها المؤمنون:
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم, والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسائط
1 تعليق
-
بوركتم أستاذنا الفاضل وبوركت جهودكم ونفع بكم