- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نَفائِسُ الثَّمَراتِ
المسلمونَ هم أحوجُ الناس ِللتغييرِ
إن المسلمينَ هم أحوجُ الناس للتغييرِ, وذلكَ أنهُ إذا كانت الرغبة في التغييرِ عندَ بعض الشعوبِ لا تعدو كونـَهَا سعياً للحصول ِعلى الأفضل, وأفضَلـُهُم آني, أو أن تكونَ قائمة على المصالح الفرديةِ والمنافع وحبِّ السيادةِ لذاتِـها، فإنها بالنسبةِ للمسلمينَ سعيٌ للخلاص منَ الفناءِ، فيجبُ العملُ الدؤوبُ لإحياءِ البشريةِ بإخراجها من التعاسةِ والشقاوةِ التي تعيشُها رُغمَ تخيلاتِ البعض وظنهِ بهم أنهم سُعداء. لذا يجبُ أن يكونَ العملُ للتغييرِ لدى المسلمينَ قضية مصيرية تتوقفُ عليها حياة الأمَّةِ الإسلاميةِ والناس أجمعين. ومن هنا فإنها لا تقبلُ التأجيلَ ولا التسويفَ ولا المماطلة ولا المساومة.
فالأمة تنزفُ من شتى أنحاءِ جسدِها الطاهرِ المنهكِ، وإن لم يعمل المخلصونَ لخلاصها فسيكونونَ هلكى وصرعى نزال آني.
وإن أصابوا فستدبُ الحياة بالجسدِ المنهكِ بوصفهِ كـُلاً لا يتجزأ، وستحيا الأمةُ وتـُحيي مَعَهَا البشرية جمعاء. وتـَنشُلـُهَا وترفعُها من الشقاوةِ والبلاءِ، إلى الرفعةِ والهناءِ، وسعادةِ الدنيا وعزِّها، ومغفرةٍ من ربِّها ورضوان.
ولقد كانَ لنا في رسول ِاللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ أسوة حسنة حيثُ قال: (واللهِ يا عمُّ لو وضعوا الشمسَ في يميني, والقمرَ في يساري, على أن أتركَ هذا الأمرَ ما تركتـُهُ (أيْ: الإسلام) حتى يُظهرَهُ اللهُ أو أهلكَ فيهِ ما تركتـُهُ).
وعليهِ فلا عملَ أحسنَ من العمل ِمَعَ جماعةٍ تعملُ للإسلام بمجموعهِ، فلا إسلامَ إلَّا بجماعةٍ, ولا جماعة إلَّا بطاعةٍ، ولا طاعة َإلَّا لإمام يوافقُ الحقَّ. فيكونُ أعظمَ الأعمالِ عندَ اللهِ العملُ مَعَ العالمينَ العاملينَ المخلصينَ الجادينَ لإعادةِ شرع ِاللهِ كلهِ, وتطبيق سلطانهِ في الأرض كُلـِّهَا, عن طريق ِدولةِ الخلافةِ التي تقومُ بالتغييرِ الشامل لما نحنُ فيهِ من انحطاطٍ لرفعةٍ, ومن مذلةٍ لعزٍّ, ومن مهانةٍ لمكانةٍ.
فإلى الإسلام الكامل, والتغييرِ الشامل ندعوكُم أيُّها المسلمونَ لإظهار دينِكُم على الدين كلـِّهِ, كمَا وَعَدَنا من لا يُخلفُ وعدَهُ, إنهُ كانَ وعدُهُ مأتيّا. ويقولونَ متى هو؟ قل عسى أن يكونَ قريبا.
وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَىْ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَىْ آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ
وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ