- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
نفائس الثمرات
ميـِّـتُ الأحيـاء
وَقـَفَ حُذيفـَةُ بنُ اليَمَان ِ في النـَّاس فقالَ: "أيُّهَا النـَّاسُ, ألا تـَسألـُونِي؟ فقـَدْ كانَ النـَّاسُ يَسألـُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الخَير, ألا تـَسألـُونِي عَنْ مَيِّتِ الأحْيـَاءِ؟ بَعَثَ اللهُ مُحَمَّدا عَليهِ الصَّلاة وَالسَّلامُ بالحَقِّ, فدَعَا النَّاسَ مِنَ الضَّلالـَةِ إلى الهُدَى, وَمِنَ الكُفر ِإلى الإيمَان, فاستجَابَ لَهُ مَن استجَابَ, فحَيَا بالحَقِّ مَنْ كانَ مَيتا, وَمَاتَ بالبَاطِل ِمَنْ كانَ حَيـَّا, ثمَّ ذهَبَتِ النـُّـبُوة, فكانـَتْ خِلافةٌ عَلى مِنهَاج ِالنـُّبوَّةِ, ثمَّ تكونُ مُلكاً عَضُوضَا, يُصِيبُ الرَّعِيَّةَ فِيهَا ظُـلمٌ وَعَسْفٌ, فـَمِنَ النـَّاس ِمَنْ يُنكـِرُ بيـَدِهِ وَلِسَانِهِ وَقـَلبـِهِ, وَالحَقَّ قـَدِ استـَكمَـلَ ...!! وَمِنهُمْ مَنْ يُنكِـرُ بِقَلـبه وَلِسَانِهِ, كافاً يَـدَهُ, وَشُعبَةً مِنَ الحَقِّ ترَكَ...!! وَمِنهُمْ مَنْ يُنكِرُ بـِقَلبِهِ, كافاً يَـدَهُ وَلِسَانَهُ, وَشُعبَتينِ مِنَ الحَقِّ ترَكَ...!! وَمِنهُمْ مَنْ لا يُنكِـرُ بـِقَلـبـِهِ, وَلا بـِلِسَانِهِ, فذلكَ مَيِّـتُ الأحْيـَاءِ ...!!.
فالأصلُ في المُسلِمِ أنـَّهُ حَامِـلُ رِسَالـَةٍ, يُوصِلـُهَا كمَا أمَرَ اللهُ, وَالأمرُ بالمَعرُوفِ وَالنَّهيُ عَنِ المُنكـَرِ مِنْ صُـلبِ الرِّسَالَةِ, فإذا ترَكَ المُسلِمُ النَّهيَ عَنِ المُنكـَر, صَارَ فِي عِـدَادِ الأمْوَاتِ, وَلذلكَ قالـُوا: (تحيَا الأمَمُ المَيِّتَةُ بحَمـلِ الرِّسَالـة, وَتمُـوتُ الأمَمُ الحَيـَّةُ بتـركِ حَملهَا)
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته