الخميس، 30 رجب 1446هـ| 2025/01/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
انضمام إندونيسيا إلى مجموعة بريكس: خدمة المصالح الاستعمارية

بسم الله الرحمن الرحيم

 

انضمام إندونيسيا إلى مجموعة بريكس: خدمة المصالح الاستعمارية

 

 

 

الخبر:

 

أصبحت إندونيسيا رسمياً عضواً كامل العضوية في مجموعة بريكس في 6 كانون الثاني/يناير 2025، ما يمثل خطوة مهمة في دبلوماسيتها الاقتصادية العالمية. وأشار وزير الخارجية الإندونيسي، سوجيونو، إلى أن هذا الانضمام، الذي تحقق بفضل الدبلوماسية النشطة للرئيس برابوو سوبيانتو، يعكس الجهود المستمرة لإندونيسيا على مدار عقود. ويتماشى هذا القرار مع سياسة إندونيسيا الخارجية النشطة والمستقلة، والتي تهدف إلى بناء جسور المصالح بين الدول النامية ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ.

 

وتكمل عضوية إندونيسيا في بريكس دورها في منتديات دولية أخرى مثل مجموعة العشرين، ومنتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ، واتفاقية الشراكة الشاملة والتقدمية عبر المحيط الهادئ. وأكد الإعلان، الذي صدر عن البرازيل، على تنامي نفوذ إندونيسيا على الساحة العالمية. (تيمبو)

 

التعليق:

 

لطالما كانت السياسة الخارجية البراغماتية لإندونيسيا عاجزة عن تعزيز مكانتها في السياسة العالمية. فقد اتبعت الحكومات المتعاقبة مناورات دبلوماسية تهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين الدعم السياسي، سواء من الكتل الغربية مثل الولايات المتحدة أو القوى المنافسة مثل الصين وروسيا. وقد جعل هذا النهج إندونيسيا غير فعالة في تشكيل السياسات الدولية، ما جعلها عرضة لاستغلال القوى الكبرى الساعية إلى الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية.

 

تاريخياً، استفادت الولايات المتحدة بشكل كبير من الثروات المعدنية الاستراتيجية لإندونيسيا، بما في ذلك النحاس والذهب والنفط والغاز الطبيعي. وبالمثل، استغلت الصين استثماراتها في التعدين والبنية التحتية لاستنزاف ثروات إندونيسيا الطبيعية. تعكس هذه الديناميات نمطاً مقلقاً؛ فبينما تستفيد القوى الكبرى من موارد إندونيسيا، فإن الأمة نفسها لا تحصل إلا على مكاسب سطحية تتمثل في الألقاب السياسية والصور الدبلوماسية. غالباً ما يُعطي القادة الإندونيسيون الأولوية لبناء الصورة العامة والحصول على الاعتراف الدولي، بينما يُهملون رفاهية شعبهم.

 

وقد ترك هذا الواقع الإندونيسيين فقراء ومثقلين بالسياسات الحكومية التي تفشل في تلبية احتياجاتهم. فالضرائب المتزايدة والرسوم على الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية تزيد من تفاقم عدم المساواة الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، تضمن البراغماتية السياسية في إندونيسيا بقاء البلاد تابعة لمصالح القوى الكبرى، ما يمكن القوى الغربية والشرقية من ممارسة الاستغلال الاستعماري الحديث.

 

إن انضمام إندونيسيا مؤخراً إلى مجموعة بريكس من غير المرجح أن يغير هذا المسار. وعلى الرغم من أنه قد يكون أداة دبلوماسية لجذب المزيد من الاستثمارات من الغرب والصين، إلا أنه من غير المحتمل أن يجلب فوائد ملموسة للشعب الإندونيسي. وبدلاً من ذلك، فإنه يمثل فصلاً جديداً في ممارسة إندونيسيا للتأرجح بين القوى الكبرى لتحقيق مكاسب قصيرة الأجل.

 

ويشبه هذا النهج سياسات الدول ذات الأغلبية المسلمة الأخرى، التي تعتمد غالباً على المساعدات والحماية من القوى العالمية. وقد ترك هذا الوضع بلاد المسلمين عاجزةً عن التعامل مع الفظائع التي تُرتكب ضد إخوانهم في أماكن مثل فلسطين، وتركستان الشرقية، والهند، ومجتمعات الروهينجا في ميانمار؛ وهي أفعال يتم تنفيذها أو دعمها غالباً من جانب تحالفات الدول الكبرى.

 

ما دامت السياسة البراغماتية هي المسيطرة، وليس السياسة الإسلامية، ستظل إندونيسيا والبلاد الإسلامية الأخرى مجرد أدوات تنافس واستغلال للدول الأقوى، ما يعزز دورة الاعتماد والهشاشة التي تقوض سيادتها ورفاه شعوبها.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

عبد الله أسوار

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع